قصة الجمل والقطة

قصة الجمل والقطة

<a href="mailto:[email protected]">kjalabi@hotmail.com</a>

تزعم الرواية أن بدوياً أضاع جمله فبدأ يبحث عنه ولكنه لم يعرف أين اختفى، وشعر أن جهده يتبدد عبثاً ففكر في طريقة يتمكن بها من استعادة الجمل، فبدأ ينادي: إنني أضعت جملاً صفته كذا وكذا وإنني أقسمت أن أبيعه إن وجدته بدرهم واحد. فتحمس الناس وبدأوا يتناقلون الأخبار ويخبر بعضهم بعضاً عن صفة الجمل والأهم عن سعره المغري المعلن قبل المزاد العلني. ويبدو أن تناقل الأخبار نجح فظهر الجمل المختفي بعد حين. فرح البدوي بجمله الضائع كثيراً وأراد أن يمضي به وقد نسي ما قال أو تناسى. ولكن الناس من حوله قالوا له مالك هل نسيت قسمك أمام أعيان الناس في وضح النهار وفي السوق العام؟ عضّ البدوي بأسنانه على شفتيه وابتلع ريقه ثم هداه تفكيره إلى التحلل من القسم بطريقة يصل فيها إلى ما يريد ويعجز الناس عن الوصول إلى الجمل فأمسك بقطة جرباء مهملة ضعيفة فربطها بحبل على ظهر الجمل ثم بدأ يصيح في الناس جمل بدرهم واحد فإذا اقترب من الناس أحد رأى القطة القذرة على ظهر الجمل سأله ما بال هذه القطة القميئة؟ كان جواب البدوي الجمل بدرهم واحد والقطة بمائة دينار ولا يباعان إلا معاً فينصرف الناس خائبين من هذه الصفقة غير المغرية وبذلك انقشع جمهور الناس خائبين من حول رأسه وفاز بالجمل.
هذه القصة تروي طرق الحيل التي يطبقها الناس كما في قصة مسمار جحا أيضاً الذي باع منزلاً واشترط في الصفقة المحافظة على مسمار مضروب في الحائط أنه لا يدخل في هذه البيعة، فكان جحا بعد ذلك كلما أراد إزعاج الشاري قال أريد رؤية المسمار وانتبه المالك الجديد ولكن بعد فوات الأوان. وهذا يعلمنا أن نتفحص الإعلانات والدعايات جيدا ومنها موضوع اليانصيب الذي لا تعرفه المملكة، والحمد لله، وهو موجود خارجها في معظم دول العالم حيث يغرى الإنسان بأنه إن ربح في ورقة تحمل الأرقام التي يرسو عليها السحب ربح مالاً وفيرا يصل أحياناً إلى مليون ريال، وأذكر أحد أقربائي كيف قضى عمره وهو يفكر في كيفية حل مشكلة ديونه المتراكمة عليه فكان يحلم إنه سيضرب ضربته بامتلاكه تلك الورقة السحرية التي تهبط عليه بالثروة وكان يشتري أوراق اليانصيب هذه بأعداد كثيرة كل يوم حتى أصابه الحظ في يوم عندما صادف رقمه رقم الجائزة ولكن بفارق رقم واحد، وكانت الأرقام على ما أذكر خمسة أو ستة فحزن حزناً شديداً ونال جائزة ترضية وما زلت أتذكر أنه ربح ألفا ليرة بدل عشرين ألف وكانت الليرة لها قيمة كبيرة يومها ولربما تعادل مائتي ضعف عما هي عليه اليوم، وبعد ذلك لم يربح شيئاً يذكر على الرغم من ابتياعه المتكرر للأوراق. كنت أضحك منه وأقول له الآن فهمت لماذا حرم الله القمار لأنه يقوم على ربح دون جهد ولو جمعت ما أنفقته على أوراق اليانصيب لاجتمع لك المال الذي تريد وحللت مشكلة دينك، أما بهذه الطريقة فمثلك كمثل حريق ينتظر غمامة معصرة تحمل ماء ثجاجا تطفئ به النيران ولكن أكثر الناس لا يعقلون.

الأكثر قراءة