البخيل .. الرجل المكروه في كل مكان!

البخل صفة مكتسبة أحيانا نتاج خبرات وتعاملات متراكمة، وقد تكون موروثة من الأبوين أو من أشخاص ذوي تأثير في حياة البخيل، وقد تكون وليدة حرمان، وظروف اجتماعية قاسية.
والبخل أنواع وأشكال.. مثل البخل المادي.. العاطفي.. وبداية لا بد من التعريف بالبخل المادي، كما ورد في موسوعة "ويكيبيديا"، هو كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه في المباحات بحجة الخوف من المستقبل، وهو من أسوأ الصفات التي يكرهها المجتمع السعودي، والعربي، وتقلل من رجولة صاحبها.
والبخل درجات، فهناك البخيل الذي ينفق على نفسه بل يغدق عليها، ولكنه بخيل على الناس فهو رجل بخيل، وهناك الشحيح وهو أقبح أنواع البخل وأشدها على نفسه، وعلى أولاده وجيرانه وأقاربه ومعارفه وهو سيئ المعشر.
وهناك آثار اجتماعية ونفسية مترتبة على البخل المادي، منها معاناة الزوجة والأبناء من نقص الاحتياجات الإنسانية الأساسية. أيضا فقدان الاحترام والثقة بالأب نتيجة تهاونه في الوفاء بمتطلباتهم المادية والمعيشية. كما يعاني الأبناء من فقدان الثقة بأنفسهم فضلا عن معاناتهم من التفاوت بينهم وبين أقرانهم في المدرسة، والعائلة في إشباع احتياجاتهم الأولية وشعورهم بالحرج والدونية أمام غيرهم من أطفال الأقارب والجيران نتيجة المعاناة النفسية المستمرة من ذلك التفاوت المعيشي، وقد يتطور إلى التفكك الأسري.
أما البخل العاطفي أو الإنساني فهو بخل الزوج تجاه زوجته بالمشاعر المرهفة الرقيقة والكلمات الحانية والمعاملة الإنسانية الكريمة.. والبخل العاطفي يرجع في بعض الأحيان إلى أن الرجل الشرقي يعتبر أن التعبير عن المشاعر فيه نوع من الضعف على الرغم من أن هذه المشاعر الراقية بين الزوجين بمثابة الطاقة التي تجدد الحياة.
وللبخل العاطفي آثار اجتماعية وسلبية خطيرة فهو يهدد كيان الأسرة بالتفكك الأسري، ويزيد من حدة المشكلات الاجتماعية والنفسية بين الزوجين لتصبح الحياة جافة وقاسية.. كفانا الله شر البخل والبخلاء.
وقانا الله شر البخل والبخلاء.. فهو الصنف الأسوأ بين البشر.