الأمنيات والعيد
الأمنيات ترتبط بفرحنا وسعادتنا ارتباطا وثيقا، فتحقُقُها يُشعرنا بالسعادة بينما من جهة أخرى نجد أن سعادتنا تكمن في وجود أمنيات سواء تحققت أم لا!!
الأمنيات ثوبٌ زاهٍ جميل نرتديه في أوقات فرحنا.لذلك يأتي العيد متوجاً لفرح الكثيرين،وتزداد بالعيد احتمالات تحقق الأمنيات مما يجعل فرحنا بالعيد مضاعفا.
في الغرب تتضمن طقوس أعيادهم مجئ أحدهم لتحقيق أحلام وأمنيات الأطفال بطريقة أو بأخرى...
كل ذلك من أجل تكريس معانٍ عديدة؛قد نختلف مع بعضها ولكننا نتفق بلا شك مع معظمها؛فمن أبرز المعاني تلك،ربط العيد بالفرح وتحقيق أمنيات وأحلام الصغار والكبار،وكذلك إشاعة جو الفرح والمرح والتشارك بين أفراد الأسرة وبين أفراد العائلة والمجتمع.
ولدينا كمسلمين عدة معانٍ أخرى نقوم بترسيخها في الأذهان عن طريق الممارسات الواعية المكررة؛ومنها الالتفاف حول مائدة ليلة العيد،فهذا يزيد من ارتباط ووحدة المصير لدى العائلة لأننا نقوم بالحديث عن الغد؛حتى وإن كان عن الغد القريب فمجرد الحديث عن خططنا المشتركة وماذا سنفعل غدا؛هذا بحد ذاته له آثار إيجابية ودلائل عظيمة.وكذلك معايدة الأهل والجيران وإهدائهم وتلقي الهدايا منهم،والحرص على زيارة كبار السن؛فكل ذلك يوصل معانٍ عظيمة لديهم ويرسخ معانٍ جميلة في نفوسنا.
تصرفاتنا في العيد نستطيع أن نعدها عبادة وراحة لأرواحنا من صخب الحياة ومعترك الدنيا.
نحن كمسلمين في كل الأحوال رابحون في العيد؛حتى وإن ظهرت في السنوات الأخيرة بعض التصرفات والسلوكيات التي تشير إلى تخلي البعض عن فرحة العيد أو تخلي العيد عن إسعادهم!!
قد يكون الأمر مشتركا،فكل سلوك سلبي لا يتحمله شخص بعينه؛بل هذا مؤشرٌ لسلوكٍ جمعي وهنا تكمن الخطورة...
كنا نتمنى وما زلنا حلول العيد،والآن يوجد من يتمنى سرعة انقضاء أيام العيد،أصبح العيد مرهقا للكثيرين؛ربما بسبب الأحوال الاقتصادية أو بعض الواجبات الاجتماعية!
لم تعد الأمنيات مرتبطة بالعيد،لم يعد العيد يلبي احتياجات من تشوهوا من الداخل.
لم يعد العيد يفي بحاجات من ضلوا طريق الفرح الحقيقي.
حين تكون الأماني فارغة من المعاني السامية وتكون خالية من الحس الجماعي،فمن الطبيعي أن يشعر بعضنا بالغربة خلال ايام العيد.
البعض يعتبر العيد مجرد أمانٍ،والبعض الآخر يعتبر الأماني عيداً.
وفئة ثالثة تاهت في زحمة الأماني المتشابهة ويئست من التفريق بينها،وأصبح العيد يوماً في روزنامتها؛ لا يمكن لها تجاوزه.هؤلاء هم الذين نشاهدهم بلا ابتسامة ولا فرح حقيقي،هم يؤدون دوراً رئيسياً في يوم العيد،ثم يعودون لأدوار الكومبارس في بقية الأيام،وهم – للأسف - رضوا وفرحوا بدور الكومبارس أكثر من فرحهم بالدور الرئيسي!!
أمنياتنا أحياناً تحملنا للأعلى،وأحياناً نحملها داخلنا فتُعطينا الطاقة اللازمة لحب الناس والحياة.
أفرطوا في الأمنيات،لتكون كل أيامكم أعياداً وحبًا وعملاً.قال المصطفى عليه الصلاة والسلام :(إذا تمنى أحدكم فليستكثر)