رهام لا تستحق الإعدام

عندما تدخل طفلة في عمر 14 ربيعاً إلى أحد المستشفيات في منطقة جازان بسبب مرض الأنيميا المنجلية، الذي يستلزم تغيير دمها سنوياً ولإخوانها الآخرين كذلك، وبدل أن يتم تغيير دمها لتعيش بشكل صحي، يستبدل دمها بدم يحوي فيروس الإيدز القاتل في مستشفى حكومي وبإشراف طبي أيضا فهذا بالتأكيد إعدام وليس خطأ طبي!
هل يعقل أن يحدث مثل هذا الخطأ الطبي إن صح تسميه بذلك رغم وجود الأجهزة والإجراءات اللازمة والمتبعة في المختبرات الصحية في شتى دول العالم عند استقبال المتبرعين بالدم والكشف عليهم للتأكد من سلامتهم صحياً!
هل أصبحت المستشفيات في بلادنا ينطبق عليها المثل: الداخل مجهول والخارج مشلول!
هل يعقل أن تحدث مثل هذه الأخطاء البدائية في مجال الطب، في وقت يتم تخصيص الجزء الأكبر من ميزانية للمملكة للقطاع الصحي!
تساؤلات نابعة من واقعنا المرير، تحتاج لإجابات واضحة وصريحة من قبل كل مسؤول في وزارة الصحة في شتى بقاع المملكة، من أعلى منصب إلى أقل منصب في هذه الوزارة التي تسير بمسار تنازلي عاماً بعد عام.
كنا نتحدث ونشتكي في السنوات الماضية إلى الآن عن معضلة عدم توافر "السرير الشاغر" في مستشفياتنا، وازداد الوضع سوءا إلى أخطاء شنيعة تحدث بشكل متزايد، وألا أبالغ إن قلت إنها بشكل متزايد.
عدد الأخطاء الطبية 25، 900 خطأ طبي قد ارتكب في المملكة خلال خمس سنوات ـــ ما بين عامي 2001 و2006، من جانب آخر أشارت تقارير صحافية إلى أن نسبة الأخطاء الطبية التي ارتكبت في مستشفيات المملكة الحكومية والأهلية قد ارتفعت بنسبة بلغت 86 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، فيما بلغ عدد القضايا المتعلقة بالأخطاء الطبية التي نظرتها الهيئات الشرعية الطبية في الرياض وجدة فقط نحو 6851 قضية، في الوقت الذي بلغت نسبة الممارسين الصحيين الذين أقيمت عليهم شكاوى نتيجة أخطاء طبية خلال العام الماضي 2242 ما بين أطباء وممرضين وإخصائيي تخدير. وقد انفردت مدينة الرياض وحدها بـ 1965 ممارساً صحياً ارتكبوا أخطاء طبية جميعهم من "غير السعوديين" بالتأكيد شهاداتهم مزورة، وهذه الإحصائيات نشرت في تقرير صحافي في جريدة "الرياض".
عدد الأخطاء الطبية وقضية رهام الحكمي الأخيرة تجعلنا نعيش في خوف حقيقي ما بين المرض وعلاجه في مستشفياتنا التي أصبحت بسبب هذه الأخطاء تجعل الشخص يفكر مليون مرة قبل الذهاب لتلقي العلاج، فأنا لا أخفيكم أصابتني بفوبيا من المستشفيات والذهاب إليها حتى لو لزيارة مريض!
غردت في تويتر بتغريدة "أموت بسبب مرض من ربي .. ولا أموت بسبب إهمال أو خطأ طبي"، فاعترض البعض على التغريدة بسبب أن الموت كله بأمر الله وهذا صحيح، لكن الإهمال ليس له علاقة بالإيمان بالله والقضاء والقدر على حكمه يا أيها المغردون!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي