عندما تلتقي النساء!
<a href="mailto:[email protected]">naila@sma.org.sa</a>
تقام المنتديات والملتقيات الدولية والخليجية والمحلية لعدة أهداف قد تتحقق بعضها ولا يتحقق البعض الآخر.
ومن المؤكد أن هدف إقامة شبكة علاقات عمل جديدة وناجحة هو الهدف الذي يتحقق دائماً وبدون أدنى مجهود.
وتأكدت من ذلك بعد حضور الملتقى الثاني لصاحبات الأعمال الخليجيات "المرأة الخليجية والاستثمار الناجح " في مدينة جدة في الفترة من الثالث إلى الخامس من نيسان (أبريل) في الغرفة التجارية الصناعية في جدة. والذي نظمته لجنة سيدات الأعمال الخليجيات.
وبعد السماع لأوراق العمل والإنجازات والتجارب والمشاكل والاقتراحات، تأكدت أن بعض النساء بطبعهن محاربات ويربحن في المعارك التي يخضنها بسبب الصبر وحب التحدي والالتزام والرغبة في التفوق.
وتعرفت على العديد من السيدات الخليجيات من الإمارات والبحرين وغيرها من الدول الخليجية وأيضاً من الوفد المصري الذي حضر رغبة في المشاركة في هذه المناسبة وأيضاً بعض الأخوات من سورية. وجمعتنا أوقات الاستراحة والعشاء يومياً.
وفي آخر يوم قامت باستضافتنا السيدة سلوى رضوان سيدة الأعمال السعودية المعروفة في منزلها وتميزت هذه الليلة في نظري عن كل أيام الملتقى وذلك بسبب الشفافية والبساطة في التعامل
بين الجميع، وبحضور الأميرة صيتا بنت عبد الله بن عبد العزيز والأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي بن عبد العزيز. والدكتورة روضة المطوع رئيسة لجنة صاحبات الأعمال الخليجيات وبعض الأخوات من الخليج ومن مصر وبعض من سيدات الأعمال والمجتمع السعوديات.
فقامت صاحبة الدار بإلقاء كلمة للترحيب بالضيفات وكانت كلماتها بسيطة وصادقة ومن القلب إلى القلب عبرت فيها عن أهمية استمرار هذه اللقاءات التي تزيد من قوة المرأة وأهمية عملها, فيد الله مع الجماعة.
وبعد ذلك بدأت إحدى الضيفات بشكر السيدة سلوى على الاستضافة. ومع معرفتي بها طلبتُ منها شخصياً أن تقدم نفسها وتعرفنا بعملها, والذي أعرف أنه يهم كثيرا من الحاضرات, وهو عن الامتياز التجاري, وبالفعل طلب الجميع بطاقة العمل للمتحدثة رغبة في الاستفادة من خدماتها مع أن هذا لم يكن مخططا له قط، ومن هنا بدأت كل سيدة سعودية وغير سعودية راغبة في التعريف بنفسها وعملها بمسك المايكروفون والتحدث عن عملها وتجربتها في العمل.
واستمتعنا جميعاً بسماع هذه التجارب والتعرف على أعمال بعضنا البعض وكانت أكبر حلقة تعارف منذ بداية الملتقى والتي أعتقد أنها حققت الكثير من النتائج الإيجابية كشراكة في الأعمال لم تكن متوقعة ولا مخططا لها.
وأكثر تجربة شدت انتباهنا جميعاً هي تجربة السيدة سلوى الشيباني الحاصلة على جائزة خليفة للتميز لمؤسستها المتخصصة في النفايات الطبية، ومؤسسة مجلس سيدات الأعمال في أبو ظبي والمصنفة رقم 47 في مجلة "فوربز" ضمن قائمة أقوى 50 سيدة أعمال عربية، وأطرف ما قالته هو عن تجربة الفشل الأولى في إنشاء مشروعها التجاري وكيف أنها كتبت لجامعة هارفرد لإدارة الأعمال بخطاب تحكي فيه مشكلتها وطلب المساعدة والتي تحققت فعلاً بموافقة الجامعة على قبولها له ودخولها برنامج المبادرين في الأعمال والدراسة لهذا البرنامج جعلت حياتها تتغير 180 درجة من الناحية الإدارية والاجتماعية. وبعدها استطاعت تحقيق النجاح الذي تعيش فيه الآن.
وأكرمتنا صاحبة الدار بطعام عشاء فاخر صناعة منزلية 100 في المائة وعلى طريقة أهل المدينة المعروفين بالكرم وباليد والنكهة الطيبة، مما أعطى فرصة جيدة لضيوفنا الأعزاء بتذوق الطعام السعودي التقليدي الأصيل والذي أعجبهن جداً.
وبالطبع كانت هذه الجلسة ونتائجها أحد أهم أعمال الملتقى في نظري وحققت ما عجزت عنه الساعات الطويلة في السماع لعروض ومعلومات كان يمكن قراءتها من الكتيبات أو حتى عن طريق الإنترنت.
وهذا بالطبع لا يمنع وجود عروض مميزة مثل عروض بعض تجارب لسيدات الأعمال من أبو ظبي والبحرين، وكذلك عرض جمال المطير والمحامي ماجد قاروب والدكتور عبد الله العلمي الذي نال استحسان جميع الحاضرات, وعرض شرائح عن إنجازات بعض النساء السعوديات المميزات في جميع المجالات, ومع أن الوقت لم يكن كافيا لكن الفكرة كانت جميلة جدا رفعت من معنويات السعوديات الحاضرات كثيراً.
وعلى الرغم من كل الإيجابيات التي عشتها ولمستها في هذا الملتقى، والرحلات المتنوعة التي نظمتها الجهة المنظمة للضيوف. شعرت بشكل شخصي أنه ما زالت المرأة المسلمة العربية تستطيع الاستفادة بشكل أكبر وأفضل من مثل هذه المناسبات, وأن هذه اللجان والملتقيات والمؤتمرات التي تمثل المرأة بجميع أنواعها ومستوياتها وجنسياتها, من الممكن تطوير دورها، فبالاطلاع على أنشطة منظمات ولجان سيدات الأعمال الآسيويات والأوروبيات والأمريكيات، نجد أن مثل هذه الملتقيات تحقق أهدافا متنوعة مثل التشبيك وتبادل المعلومات وعرض فرص الاستثمار المتبادلة ومعرض مصاحب للجهات الراعية وجهات متنوعة تقدم خدمات ومنتجات جديدة ومفيدة، وكذلك ورش عمل متنوعة عن اكتساب مهارات مهمة لسيدات الأعمال وبرامج لشركاتهن وأفضل الجهات التي تقدم مثل هذه الخدمات، ومن لم تخرج بفرصة استثمار جديدة قد تخرج باكتساب مهارة مفيدة لها أو برنامج مفيد لعملها.
أي برنامج متكامل من تجارب ومعلومات واقتراحات وفرص استثمارية جديدة وعروض أعمال وتطوير مهارات وسلوكيات وبرامج خدمات للشركات والمؤسسات وترفيه وسياحة وتسوق.
فهل يأتي هذا اليوم الذي تحضر فيه سيدة الأعمال العربية مثل هذه الملتقيات؟!