صلوات تجوز في وقت النهي

<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>

تحدثت في اللقاء الماضي عن مشروعية صلاة ذوات الأسباب من السنن في أوقات النهي كتحية المسجد لعموم قول النبي صلى الله وسلم "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين". وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الداخل يوم الجمعة حال الخطبة سها بعد أن قعد ولو كانت تحية المسجد تترك في وقت لكان هذا الوقت أولى ولما قطع النبي صلى الله عليه وسلم خطبته وأمره بها والحرم وغيره في ذلك سواء فمن دخل الحرم وأراد الجلوس فلا يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد إكراما للمسجد وكأنها في دخول المسجد بمنزلة السلام كما يسلم الرجل على صاحبه عند لقائه. قال النووي وسماها بعضهم تحية رب المسجد لأن المقصود منها القرب إلى الله لا إلى المسجد لأن داخل بيت الملك يحيي الملك لا البيت وإذا نوى التحية والصلاة مطلقا أو راتبة أو غير راتبه أو فرضا أو منذورة حصل له ما نواه إجماعا وإن نوى ذلك ولم ينو التحية أجزأ وحصل له ما نوى وحصلت تحية المسجد ضمنا.
أداء صلاة الكسوف وقضاء السنة الراتبة مشروعة حتى في أوقات النهي فقد قال عليه الصلاة والسلام إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة، رواه مسلم. فالأمر بالصلاة معلق برؤية الكسوف في أي وقت وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء السنة كما في الصحيحين أنه قضى سُنة الظهر بعد صلاة العصر وسنة الصبح بعد صلاة الصبح، وأما صلاة الاستخارة وهي صلاة تسن بلا نزاع إذا هم بأمر ولو في خير كحج وعمرة إذا كانا نفلا فإن الاستخارة في المباحات وفي المندوبات فيصلي ركعتين من غير الفريضة ثم يدعو طالبا الخيرة من ربه فإنه سبحانه يعلم عواقب الأمور ومآلها ويسأله العبد أن يقدر له الخير حيث كان، ثبت عن جار بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرتك بقدرك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويسمي حاجته ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به" والأفضل أن يدعو بهذا الدعاء قبل أن يسلم لأن أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل السلام، وصلاة الاستخارة تصلى في وقت النهي في أمر يفوت بالتأخير إلى وقت الإباحة، وأما صلاة التوبة فتؤخر إلى وقت الإباحة وقد دل عليها ما رواه أهل السنة وحسنه الترمذي وابن كثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء فيصلي ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له" ويشهد ما في الصحيحين " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه وفي لفظ ثم قرأ "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا فاستغفروا لذنوبهم" الآية وله شاهد عند الإمام مسلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي