القياس المحاسبي ونظرية المحاسبة مرة أخرى
<a href="mailto:[email protected]">hnc@hnccom.com</a>
وصلتني رسالة رقيقة من أحد طلبتي الأستاذ وليد محمد الحديثي يقول فيها من المحطات المهمة في حياتي أن أتيحت لي فرصة الدراسة على يديكم منذ أكثر من عشر سنين، وكنت حينها تدرسنا نظرية المحاسبة وبعد كل تلك السنين أود أن أطرح عليكم هذا السؤال لماذا سميتم المادة بهذا الاسم أي نظرية المحاسبة، مع العلم أن تلك النظرية لا تتحقق إلا عند تصفية المشروع بالكامل ولا يمكن تحققها أثناء عمل المشروع، وبحسب ما تعلمنا منكم أن القياس الدوري للدخل في أثناء عمل المشروع يعتمد على فرضيات وليس نظرية، إذاً لماذا لا يتم تسمية المادة بفرضيات القياس المحاسبي.
كنا نوجه لكم اللوم في فترة دراستنا لديكم لاعتقادنا أنكم تدرسوننا ما هو أعلى بكثير من مستوياتنا، وبالتالي لا نستطيع الفهم الكامل لما يتم تلقيننا إياه، ولكن بعد كل هذه السنوات أقول لكم إنني الآن فهمت كل ما درسناه على أيديكم، نعم احتجت عشر سنوات من الخبرة الشاقة لكي أفهم ذلك.....انتهى.
وأقول الحمد الله الذي وفقك لتدرك ولو بعد حين أهمية دراسة القياس المحاسبي والعرض والإفصاح العام، ولعلمكم أن المحاسبة لا يمكن تلقينها، ولكن يلزم طالب العلم أن يكون لدية قدرة تحليلية، وان يدرك منذ البداية أهميتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع منذ بدء الحضارات.
أما لماذا تسمى نظرية المحاسبة، فالجواب بسيط، حيث إن القياس المحاسبي لم يصل حتى الآن إلى مستوى العلم، نظراً لأن نتائجه ليست صحيحة 100 في المائة حتى تصفية الوحدة المحاسبية عندها يكون الدخل المحاسبي والفعلي عبارة عن الفرق بين صافي الأصول في بداية تكوين الوحدة ونهايتها. أما قياس الدخل بين الفترتين فلا بد أن يمر بإجراءات محاسبية اخترعها المحاسبون تعتمد بشكل جوهري على فرضيات أو مبادئ أو قواعد "سمها ما شئت" هدفها الأساسي محاولة قياس الدخل الفتري، وتعتمد قوة القياس المحاسبي على رسوخ تلك الفروض وعلى منطقيتها لا على واقعية وعلمية نتائجها، ولذا تدرس تلك المادة تحت مسمى "نظرية المحاسبة" لكون قياس الدخل المحاسبي الفتري مازال مع الأسف نظرياً وليس قياساً علمياً. والله أعلم.