لماذا التمكين الاقتصادي للمرأة ؟ ( 2-3)

[email protected]

تتمة للمقالات السابقة عن ندوة تمكين المرأة وعرض ما تم تقديمه في ورقة عمل عن تمكين المرأة اقتصادياً، ومع ظهور أصوات مؤيدة إلا أن الأصوات المعارضة كانت كثيرة، مما حفزني لطرح الموضوع للعرض والمناقشة أمام قراء "الاقتصادية".
بعد عرض لتعريف مفهوم التمكين الاقتصادي للمرأة وكيفية أن الإسلام مكن المرأة في جميع المجالات وخاصة اقتصادياً، وعرض السياسات والقرارات والبرامج الحكومية الحالية والمستقبلية التي مكنت المرأة اقتصادياً واجتماعياً في المجتمع السعودي، وتوقعات خطة التنمية الثامنة، بدأت المداخلات بالثناء على أوراق العمل المطروحة من جانب دكتورة فاتن حلواني عن ورقة تمكين المرأة تشريعياً، ودكتورة نورة السعد عن تمكين المرأة اجتماعياً، وورقتي عن تمكين المرأة اقتصادياً.
مع التعليق على الورقة الأخيرة، أن المعلومات والاقتراحات المعروضة مقتبسة من كتب التنمية البشرية ومطبوعات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
بل إن أحدهم عاتب الدكتورة فاتن لاستخدامها وتعريفها مصطلح التمكين بالقول إن هذا مفهوم ومصطلح غربي، ولا بد أن نستغني عن هذه المصطلحات الغربية، هذا والدكتورة متخصصة في الشريعة ولكن العقل الراجح الذي تميزت به الدكتورة فاتن جزاها الله ألف خير لتفهم السائل أن التعريف كان لغوياً من اللغة العربية وكلمة التمكين مذكورة في القرآن الكريم منذ 15 قرنا وهي ليست اختراعا غربيا.
هذا بالطبع إضافة إلى صوت المطالبات بحق المرأة في الجلوس في البيت وأن الرجل هو المسؤول عن توفير الحياة الكريمة لها.
هذا ما حدث مع الأسف الخروج عن الموضوع الأساسي، رفض للمقترحات والأفكار، تصيد الأخطاء الصغيرة، الجدل من دون منطق، هذه كانت الحالة العامة للنقاش، وأهم نقطة هي رجوعنا إلى الوراء لأكثر من 30 سنة والوقوف عند رفض عمل المرأة مع أن الموضوع الأساسي كان والمفترض حسب علمي طرح كيفية التمكين وآلياته، وليس التساؤل عن حكم عمل المرأة.
ورددت على الأصوات المعترضة بأن المعلومات والاقتراحات التي تم جمعها وعرضها وتحليلها معظمها من خطة التنمية الثامنة والمقالات والأبحاث والدراسات السعودية وتقرير التنمية البشرية الخاص بالمملكة الذي قدمته حكومة المملكة للبنك الدولي. أي مصادر معلوماتي هي الحكومة أولاً وأخيراً. وفرضاً أنه تم الاستعانة ببعض البيانات من مصادر غير سعودية، فما المشكلة في الاستعانة بأرقام لإثبات وجهة نظر؟ (مع أن هذا لم يحصل).
لذا لم أفهم المداخلة جيداً هل الاعتراض على المعلومات أو على طرحي لهذه المعلومات والاقتراحات ؟؟؟
أم بسبب أن أسلوب عرض الورقة عصري به صور وإحصاءات وأرقام ورسوم بيانية (قد تكون هناك صعوبة لدى بعض الحضور في استيعابها).
ومع كل ما حدث فقد كنت سعيدة جداً، وأقدم شكري لكل من اعترض ونقد وحتى من شتمني في سره لظنه أنني قصدت المطالبة بخروج جميع نساء السعودية للعمل، مع أن هذه ليست الحقيقة.
فمن وجهة نظري أن هذه الندوة هي البداية الحقيقية والخطوة الأولى لتمكين المرأة والنقاش واختلاف الرأي هي ظاهرة صحية تستحق التجربة.
ومع هذا الاعتراض والاختلاف إلا أن نبرة الأصوات كانت معقولة والنقد قدم بشكل ودي وهادئ والاعتراضات وإن كانت متشابهة وهي ترفض عمل المرأة مضموناً وموضوعاً إلا أن طرحها كان طبيعياً. وأعتقد أن ذلك قد يعود إلى ما طرحته الدكتورة نورة السعد في ورقتها عن تمكين المرأة اجتماعياً من تحديات ومشكلات واجهها العالم الغربي بسبب تخليه عن القيم والمبادئ والأخلاق. ومطالبتها بعدم خروج المرأة للعمل حتى الفقيرة منهن ومطالبة الدولة بدفع راتب شهري لكل امرأة فقيرة وعائلتها. وعندها صفق الجميع لها وأنا منهن فقد طرحت حلا بديلا لمشكلة الفقر، ولكنه في نظري حل مثالي من الصعب تطبيقه حتى لو استمر سعر برميل البترول 50 دولارا للسنوات العشر المقبلة.
لذا وإن لم نكن قد خرجنا بتوصيات أو آليات متفق عليها لتمكين المرأة في المجالات السابق ذكرها مع أنني طرحت في ورقتي الكثير من هذه الآليات،
أعتقد أن الهدف تحقق نوعاً ما، فلغة الحوار كانت متحضرة جزئياً، وما أثلج صدري هو الرغبة الحقة المتبادلة بيني وبين الدكتورة نورة بوجوب استمرار النقاش بيننا كي نتبادل المعلومات والآراء وتقديمها إلى من يرغب فيها من الحاضرات. والمعلومات وهذه الندوات المجانية هي أفضل الطرق للتعرف دائماً على الآخرين في المجال نفسه وحتى المجالات الأخرى.
أوليس هذا نوعا من أنواع التمكين الذي يرفضونه!!
نعم هذا هو التشبيك وهذا هو التمكين الذي أطالب به فأين الضرر منه ؟؟؟
كل كلمة غربية أو كل مصطلح بلغة أخرى يحقق لمجتمعي وأفراده منفعة لن أتردد في استخدامه فكفانا الوقوف عند صغائر الأمور، علينا التقدم للأمام والتعرف على الأولويات وترتيبها، فقد حان وقت التنفيذ وليس فقط طرح معلومات.
فمن يمد يده وفكره وقلمه وماله ووقته ويضعها مع الآخرين ليس فقط لتمكين المرأة اقتصادياًً بل لكل ما يدعم ويطور وينمي هذا المجتمع.

مستشارة إدارية واقتصادية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي