الرياض .. عاصمة السياسة والاقتصاد

[email protected]

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الثلاثاء 29 ربيـع الأول 1428 هـ 17 نيسان (أبريل) 2007, 1800 مشروع تنموي في منطقة الرياض، تبلغ قيمتها 120 مليار ريال (نحو 32 مليار دولار). وتشمل تلك المشاريع قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والطرق والبيئة والمياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات والخدمات العامة، ومشاريع التنمية والاقتصاد الحكومية والخاصة.
المقدمة كانت الخبر الذي تناولته الأوساط الإعلامية والاقتصادية عن تدشين خادم الحرمين مشاريع النماء في عاصمة النماء، وجاء ذلك التدشين ليؤكد مرة أخرى مستوى الأهمية الذي تمثله الرياض منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على المستويين السياسي والاقتصادي, التي احتضنت خلال تاريخها أكبر المشاريع، لكونها مدينة السياسة والاقتصاد والمال، والتي تعد منطلق الأعمال التجارية المختلفة، وتحققت فيها الكثير من النجاحات الاقتصادية والتجارية, ولعل على رأس القائمة التطور العمراني الكبير الذي تشهده العاصمة خلال الزمن ما جعلها تتمدد سكانيا واقتصاديا.

وعلى الرغم من الرياض ليست ميناء بحريا كما يحدث في الكثير من عواصم الأعمال في العالم وليست على خطوط تجارية دولية، إلا أنها رغم ذلك استطاعت أن تكون مركز البلاد التجاري بكونها تملك بنية تحتية فريدة جعلت من المدينة ورشة عمل لجميع مدن المملكة، ما يجعلها حلما مستمرا للشركات العالمية لبدء عملياتها التجارية في المملكة وتدير منها أعمالها الإقليمية في المنطقة بأسرها.
ولعل لي نظرة خاصة عندما تم الإعلان عن تلك المشاريع التي أرى أن أسباب نجاحها بعون الله تعالى يأتي من خلال نقطتين مهمتين، النقطة الأولى هي قوة وصلابة البنية التحتية لمدينة الرياض في جميع المجالات, التي لم تكن وليدة اليوم وإنما هي اجتماع لمجهودات كبيرة تحصلت خلال سنوات الرياض الماضية في شتى المجالات ، إضافة إلى التخطيط الرؤية المستقبلية لكثير من المشاريع من حيث المواقع داخل العاصمة من حيث تناسب المشاريع مع الامتداد العمراني والاستفادة من المميزات التنافسية لمدينة الرياض من حيث التوزيع السكاني وتوافر الخدمات.
النقطة الأخرى التي أرى أنها مؤشر مهم لمستقبل تلك المشاريع هو التناغم الجميل بين احتياجات المدينة ودور القطاع الخاص في تحويل الرؤية الإدارية للمدينة إلى واقع تجاري يخدم الجميع . وذلك يتضح من خلال رؤية الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي لا تستطيع أن تذكر الرياض من دون أن يكون اسم الأمير سلمان مرادفا لكل نجاحاتها ، إضافة إلى ذلك الإشراف الرائع والمجهودات المميزة الهيئة العليا لمدينة الرياض لتطبيق تلك الرؤية والاستراتيجية لتكتمل الرؤية بتنفيذ شركات القطاع الخاص للمشاريع . وهنا نذكر أن الرؤية قد وضعت والإشراف مستمر والقطاع الخاص سيدير العملية بطريقة القطاع الخاص من الديناميكية والإنتاجية العالية على أساس تجاري تحكمه الجودة والقيمة المضافة بشكل يزيد من نسبة العائد على الاستثمار.
سيعيش سكان العاصمة خلال السنوات القليلة المقبلة النقلة النوعية الجديدة لمدينة الرياض من خلال الكم الكبير للمشاريع والنوعية المهمة لتلك المشاريع التي ستجعل المدينة ورشة عمل كبيرة وخلية نحل دائمة الحركة في سبيل الوصول إلى المدينة الحلم.
عندما يأتي جيل عام 2050 ويمارس حياة طبيعية في عاصمة المملكة السياسية والاقتصادية وحينها ستكون, بإذن الله, عاصمة الشرق الأوسط الاقتصادية بوجود خدمات تجارية واقتصادية تخدم تلك الحقبة من الزمن ومستثمرين من جميع أرجاء المعمورة، حتما ستكون مفاهيم التخطيط الناجح والتطبيق الرائع والعزيمة الصادقة والقيادة الحكيمة, لديها حالة دراسة تطبيقية على أرض الواقع تحاكي أبهى صور التخطيط الاستراتيجي الطويل الأجل, ويذكر معها دائما مهندس الرياض وقائدها الأمير سلمان بن عبد العزيز.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي