هل يغير التثبيت من سلوك موظفي الأجور؟

[email protected]

قرار تثبيت أو ترسيم موظفي بند الأجور على وظائف رسمية صدر قبل سنتين وفرحنا به جميعا لأنه قرار سينصف هؤلاء الشباب الذين ظلوا سنوات طويلة على فئات متدنية الرواتب مقارنة بالمؤهلات العلمية التي يحملونها. صحيح أن الزمن طال دون أن يتم تنفيذ القرار على جميع المستحقين فهناك العديد من الوزارات لم يتم ترسيم موظفيها حتى الآن بسبب تراخي بعض المسؤولين فيها وعدم وضوح الإجراءات المطلوبة، مما تسبب في إعادة ملفات هؤلاء الموظفين لإداراتهم عدة مرات ما نتج عنه تأخر ترسيمهم فيما زملاؤهم في وزارات أخرى تم ترسيمهم منذ سنة أو أكثر. الحمد لله أن قطار الترسيم أو التثبيت بدأ السير على القضبان وبهذا نضمن أنه لن يتوقف وإن تأخر عن البعض فإن الزمن كفيل بوصول التثبيت لهم قريبا، وسوف يعوض الله سنوات صبرهم خيرا من خلال تلك المراتب التي سيحصلون عليها والتي نتمنى أن تعوض ما فاتهم من سنين على سيء الذكر (بند الأجور) هذا البند الذي كاد أن يقضي على طموحات أكثر من 90 ألف شاب وشابة ليفرح هؤلاء الشباب بهذا الترسيم وبالمراتب التي حصلوا عليها والتي ما كانوا سيصلون إليها لو كانوا موظفين رسميين في ظل نظام الترقيات الحالي، الذي يمضي فيه الموظف من ثماني إلى عشر وقد تصل إلى 20 سنة في مرتبة واحدة. بعد أن حصل الترسيم لموظفي بند الأجور عليهم أن يحمدوا الله وأن يفتح البعض منهم صفحة جديدة في الجد والاجتهاد والإخلاص والمثابرة وأن ينظروا للمستقبل نظرة وردية وأن يغلقوا الصفحة السابقة في سلوكهم الوظيفي المتمثل في اللامبالاة وكثرة الغياب والتأخر وكثرة التقارير الطبية التي امتلأت بها الملفات. لقد كان سلوك بعض موظفي بند الأجور سلوكا متعبا لرؤسائهم حيث يمارسون عقوقا شديدا للوظيفة ويعاقبون الإدارة والقسم الذي يعملون فيه انتقاما منهم لقلة الرواتب وتدني التصنيف الوظيفي لهم، حيث صنفوا على وظيفة (عمال) وذلك بكثرة الغياب وقلة العمل وعدم الرغبة في الجد والاجتهاد ونقص الإحساس بالمسؤولية حيث يقضون الساعات القليلة التي يحضرون فيها في تقليب الصحف والجوّال والتجمع في أحد المكاتب وتمضية الوقت في الأحاديث الجانبية، طبعا أنا لا أعمم هذا السلوك على الجميع لكن على من كان هذا سلوكه أيام بند الأجور أن يستعد لمرحلة مقبلة ملؤها الجد والحرص وإثبات الذات وليعلموا أنهم هم من سيقودون العمل في دوائر الدولة وهم الذين سيعتمد عليهم الإنتاج في جميع مرافق البلد وليعتبروا هذا الترسيم على مراتب رسمية أكبر حافز لهم للحضور مبكرا للعمل وعدم الغياب وبذل الجهد المضاعف للإنتاج، والتعلم من الموظفين القدامى الذين يعملون معهم والصبر وتحمل ضغط العمل ونسيان المراكز الصحية الحكومية والخاصة التي تمنح التقارير الطبية للمرضى والأصحاء.
ما شاهدته في السنوات الماضية من بعض موظفي بندر الأجور من تقصير واضح في كل جوانب العمل أتمنى أن يكون الترسيم خير علاج له وأن يكون الموظفون الذين تم ترسيمهم خير من يشكر النعم وأن يقابلوا الخير الذي حصلوا عليه بأكثر منه من خلال تغيير سلوكهم الوظيفي إلى سلوك عملي إنتاجي يحترم الوقت والعمل والوطن الذي أعطاهم كل شيء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي