لماذا غاب الشباط عن التكريم ؟!
احتضنت مدينة الرياض الأسبوع الفائت فعاليات المؤتمر الدولي "مستقبل النشر الصحافي" الذي حظيَ برعاية ملكية، وكلمة سامية ضافية عن آفاق ومستقبل النشر الصحافي وضرورة توطين صناعة الإعلام والأخذ بأحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال.
وعلى هامش هذا المؤتمر الدولي كرّمت وزارة الثقافة والإعلام عدداً من الصحافيين والفاعلين في صناعة النشر الصحافي، وقد بلغ عدد المكرمين ثلاثين مكرماً، بينهم امرأة واحدة فقط، هي الدكتورة خيرية السقاف. ولا أحد يعرف ما المعايير التي من خلالها كُرم هؤلاء، فلم تذكر الوزارة المعايير ولم تًُفصح عن الأسباب التي دعت لتكريمهم!
غير أنه ومن خلال الاطلاع على أسماء المُكرمين يتبيّن لنا أنهم إما من رواد الصحافة في مرحلة البدايات المبكرة كالشيخ حمد الجاسر وأحمد السباعي والجهيمان وابن خميس وغيرهم، أو ممن سبق لهم وتولوا رئاسة التحرير في حِقب وفترات معينة، ومنهم من لايزال يتبوأ منصبه كرئيس تحرير. وأكاديميان من بين المكرمين عُنيا بالتاريخ والتوثيق للمسيرة الصحافية المحلية.
لكن وعطفاً على المعايير السابقة، التي يستنتجها أيُّ مطلّع على القائمة، فإن السؤال: هل الذين تم تكريمهم يمثلون كل الرواد في صحافتنا المحلية؟ وهل يمثلون كل الذين تولوا رئاسة التحرير في فترات سابقة؟! الجواب بالتأكيد لا، فهناك من الرواد من لم يُكرم، وهناك من رؤساء التحرير السابقين من لم يُكرم أيضاً! غير أن السؤال المهم: لماذا غاب الأستاذ عبدالله الشباط عن حفل التكريم؟! وهو أحد روّاد الحركة الصحافية في المنطقة الشرقية في وقتٍ مبكر، عندما أصدر مجلته "الخليج العربي" في عام 1375هـ، بل إن الشباط تجاوز الريادة في الإصدار إلى الريادة في احتضان الأقلام النسائية، إذ خصّص صفحة نسائية في مجلته، وعهد بها إلى الكاتبة سميحة أحمد. أضف إلى ذلك أن الأديب عبدالله الشباط لم يتوارَ ولم يختفِ طوال العقود التالية لإصداره الذي توقّف، شأنه شأن كثير من الإصدارات، بل إنه ظلّ كاتباً متألقاً، منذ أن وارى مجلته وإلى اليوم، ومع ذلك سقط اسمه من أسماء المكرمين، فما السبب في ذلك؟!
أما الذين سبق أن تولوا رئاسة التحرير ولم يتم تكريمهم في عُرس وزارة الثقافة والإعلام، فسأتجاوزهم لأنهم كُثر! وسأقف على الخطوة الرائدة من قبل الوزارة بتكريم إحدى الرائدات في العمل الصحافي، وكنتُ أتمنى على الوزارة لو امتدت يدها الحانية لتشمل في التكريم الأستاذة ثريا قابل، رائدة العمل الصحافي النسائي، التي تأخرت الوزارة كثيراً في تكريمها، وكذلك الأستاذة سارة القثامي، التي عملت مديرةً للتحرير في صحيفة عكاظ قبل أكثر من ثلاثين عاماً. وكنتُ أحسب أن الوزارة ستتباهى كثيراً وتحتفل بتكريم الأستاذة فاتنة أمين شاكر، التي رأست تحرير مجلة "سيدتي" في عام 1980م لكن ذلك لم يحدث!
على كلٍ تستحق الوزارة الشكرَ على احتفائها وتكريمها لعدد من الرواد والفاعلين، وأتمنى أن تلتفت مستقبلاً للأديب الرائد عبدالله الشباط وغيره من الرواد، ليتم تكريمهم جزاء عطائهم وإبداعم وريادتهم.