أوروبا المسلمة
لم تكن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الحجاب الإسلامي من قبيل الخواطر الآنية أو مشاعر اللحظة الحالية، بل هي بمثابة حمم بركانية تنبئ عن غليان وثورة وتبرم تحت السطح من الوجود الإسلامي على أرض أوروبا يظهر تارة في شكل تصريح سياسي وتارة في شكل فعل همجي عنصري، كما حدث في ألمانيا مع مروة الشربيني، والذي يظهر أن الغرب قد خانته مراكز البحث والدراسات الاستشرافية للوجود الإسلامي، إذ كان الرهان في موضوع المهاجرين المسلمين إلى أوروبا هو تذويبهم في المجتمع الأوروبي وطمس هويتهم إن لم يكن في الجيل الأول فليكن في الجيل الثاني أو الثالث، وقد كان شيء من هذا في الهجرة الأولى إلى فرنسا- على سبيل المثال - إذ كانت جلها من الطبقة العاملة الأمية التي يقال إن شبكة القطارات الأرضية شيدت على أكتافها في باريس، وكان معظم هؤلاء المهاجرين من الشمال الإفريقي، ولم يكن مرحبا باختلاطهم في المجتمع الفرنسي, حيث كانوا يعيشون في (كانتونات) خارج المدن، وبطبيعة الحال لم يكن لديهم مقومات الحفاظ على الهوية ناهيكم عن التأثير الثقافي، لذا غيبت هويتهم! إلا أن الهجرة الثانية التي كانت من طبقات مثقفة ومؤهلة هي التي أربكت بالفعل دوائر السياسة ومراكز الاستخبارات والدراسات الغربية, إذ ظهر جيل مؤثر لا متأثر وفاعل لا مفعول به! وهذا يظهر جلياً في فرنسا على الرغم من شراسة النموذج الفرنسي ثقافيا.
إن المتأمل في التاريخ الإنساني يجد أنه ما من دين على وجه الأرض حورب كما حورب الإسلام، ومع ذلك لا تزيده هذه الحروب على شراستها وتنوع أساليبها إلا قوةً ورسوخاً، وإن القضية التي يجهلها كثير أن الإسلام دينٌ يحمل مقومات وجوده وبقائه في داخله.
وبعد هذه التقدمة لعلنا قرائي الأعزاء نستعرض تقريرا أمريكيا تناقلته المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية عن التغير الذي سيطرأ على العالم.
جاء في التقرير أنه طبقا للأبحاث والدراسات التاريخية، فإنه لا تستطيع أي حضارة البقاء لأكثر من 25 عاما ما لم يكن معدل التكاثر السكاني بمقدار 2.11، وأن أي معدل أقل من هذا سيؤدي إلى تقلص هذه الحضارة, وبالرجوع إلى التاريخ لم تستطع أي حضارة البقاء مع معدل تكاثر 1.9, فمعدل تكاثر 1.3 يعني الموت المؤكد للحضارة، لأنها ستحتاج إلى 80 إلى 100 عام لتصحيح عيوبها.
وجاء في التقرير أن معدل الزيادة الطبيعية في أوروبا كلها يساوي 1.38 والأبحاث التاريخية كلها تنبئنا أن هذه الأرقام يستحيل عكسها خلال سنوات قليلة، وبمعنى أدق، فإن أوروبا التي نعرفها اليوم ستختفي من الوجود، أما النمو السكاني الوحيد في هذه القارة فيعزى إلى الهجرة الإسلامية.
فى فرنسا معدل الزيادة السكانية 1.8 ومعدل الزيادة لدى المسلمين 8.1، و30 في المائة من الأطفال من سن 2 وأقل مسلمون, وفي المدن الكبرى مثل نيس ومرسيليا وباريس هذا الرقم وصل إلى 45 في المائة, وفي عام 2027 سيكون من بين كل خمسة فرنسيين مسلم واحد وخلال 39 عاما فقط ستصبح فرنسا جمهورية إسلامية، وأنه خلال الـ 30 عاما الماضية ارتفع التعداد السكاني للمسلمين في بريطانيا العظمى من 82 ألفا إلى 2.5 مليون نسمة زيادة بمقدار 30 في المائة.
وفي هولندا 50 في المائة من المواليد مسلمون, وفي خلال 15 عاما فقط يصبح نصف سكان هولندا مسلمين، وفي روسيا هناك 23 مليون مسلم بمعدل مسلم واحد من بين كل خمسة روسيين و40 في المائة من الجيش الروسي بكامله سيكون من المسلمين خلال أعوام قليلة فقط.
25 في المائة من سكان بلجيكا الحاليين مسلمون و50 في المائة من المواليد مسلمون, وحكومة بلجيكا صرحت أن واحدا من كل ثلاثة أطفال أوروبيين سينتمي إلى عائلة مسلمة عام 2025 على بعد 17 عاما فقط الحكومة الألمانية كانت أول من تحدثت عن هذا الموضوع علانية, فقد صرحت أخيرا عن النقص في التعداد السكاني الألماني الذي لا يمكن إيقافه، وبين التقرير أن الأمر خرج عن السيطرة، إذ ستكون ألمانيا دولة إسلامية مع حلول عام 2050.
هناك حاليا 52 مليون مسلم في أوروبا، وهناك دراسات تشير إلى أن هذا العدد سيصل إلى الضعف خلال 20 عاما فقط, أي 104 ملايين مسلم, وبالقرب من وطننا (يقصد أمريكا) الأرقام تخبرنا بقصة متشابهة حاليا معدل الزيادة السكانية في كندا 1.6 والمعدل المطلوب للحفاظ على الحضارة هو 2.11 والإسلام أسرع وأكثر دين انتشارا، وما بين عامي 2001 و2006 زاد التعداد السكاني لكندا بمقدار 1.6 مليون نسمة من الزيادة كان سببها الهجرة.
فى الولايات المتحدة معدل الزيادة الطبيعية يساوي 1.6 ومع هجرة العروق اللاتينية يصل معدل الزيادة إلى 2.11 وهو أدنى معدل للحفاظ على الحضارة .
ويشير التقرير إلى أنه خلال 30 عاما المقبلة سيكون هناك 50 مليون مسلم يعيش وفي أمريكا, فالعالم الذي نعيش فيه لن يكون نفسه العالم الذي يعيش فيه أبناؤنا وأحفادنا.
الكنيسة الكاثوليكية صرحت أخيرا أن عدد المسلمين تجاوز الحدود، والدراسات تبين أنه إذا حافظ الإسلام على معدل انتشاره الحالي ففي خلال خمسة إلى سبعة أعوام سيكون الإسلام الدين الحاكم في العالم كله.
هناك نكتة يتداولها الألمان والجالية التركية في ألمانيا تقول إن آخر ألماني سيدفنه تركي! إن شيخوخة المجتمعات الأوروبية أصبحت أمراً ظاهراً للعيان .. فهل تلد هذه القارة جيلاً مسلما؟! لكن ينبغي التأكيد على المسلمين أن يكونوا أنموذجاً حياً لتعاليم الإسلام في التعايش السلمي والتعامل الحسن والتحلي بالأخلاق الإسلامية, فهي في حد ذاتها دعوة.
خاطرة:
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟!