«لأقتلنهم قتل عاد»!

بعد العملية الدنيئة التي نفذها أحد كلاب النار - كما وصفهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه - بهدف اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية -ـ حفظه الله ـ أسداً ساهراً على أمن هذا الوطن - لابد من الوقوف طويلاً أمام الحدث وقراءته بروية وحكمة, فهو حدث يكشف عن تغيير هؤلاء الخوارج استراتيجيتهم الخبيثة واتباعهم أجندة جديدة لا تقل دناءة عن سابقتها, فبعد أن كان جهدهم منصباً على استهداف مقدرات هذا البلد وأرواح مواطنيه, كشفت العملية الأخيرة أنهم انتقلوا إلى استهداف رموز الوطن وقياداته, وهذا يستدعي في رأيي وضع آلية جديدة للتعامل معهم وفق كتاب الله وسنة رسوله المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام, فليس من صالح الوطن ولا مواطنيه أن يتم التهاون مع هذه الفئة الباغية ومحاولة إصلاحها ومناصحتها فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه ما نصه:
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن بن أبي نعم أو أبي نعم شك قبيصة عن أبي سعيد الخدري قال: (بعث إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذهيبة فقسمها بين أربعة». وحدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبيه عن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال: «بعث علي وهو في اليمن إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتغيظت قريش والأنصار فقالوا: يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا؟! قال: إنما أتألفهم» فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال: يا محمد اتق الله فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنونني» فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما ولى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».
وجاء في سنن البهيقي: أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب قال: ( كنت مع أبي أمامة فجيء برؤوس من رؤوس الخوارج فنصبت على درج دمشق، فقال: كلاب النار، قالها ثلاثاً، شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلهم و قتلوه، قالها ثلاثاً، قلت: شيئاً سمعته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو شيئاً تقوله برأيك، قال: إني إذا لجريء، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
ولابد من الإشارة هنا إلى أن المجرم الباغي الذي فجر نفسه بعد أن أعطى الأمان والفرصة للعودة إلى طريق أهل الحق, ليس سوى أداة خبيثة لفكر خبيث تستتر الرؤوس المصدرة له بجبن في الظلام فيما تدفع بأدواتها للميدان بهدف زعزعة أمن هذا الوطن الطاهر, وهو هدف عصي عليهم وعلى من خلفهم ـ بإذن الله, ولكن لابد من تتبع هذه الرؤوس وإخراجها من جحورها وإسقاط أقنعتها ومن ثم إقامة حكم الله فيها.. وهو ما ينتظره الملايين ممن شرفهم الله وأعزهم بدينهم وبانتمائهم لهذا البلد الطاهر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي