خلّصوا ولدنا من نساء «المورمن»!

تلقيت قبل ساعات من كتابة هذه الكلمات رسالة من طالب سعودي مبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية يخبرني فيها بأن أحد زملائه المبتعثين تم القبض عليه ظهر الخميس الماضي في أحد مستشفيات ولاية «يوتاه» بتهمة التحرش بأربع نساء في اليوم نفسه, مشيراً إلى أنه يستغرب من تجاهل وسائل الإعلام السعودية الموضوع, خصوصاً أن القضية تهدد مستقبل مواطن مغترب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وهو في أمسّ الحاجة الآن إلى المساعدة, فقد يكون مظلوماً أو أن ما بدر منه كان دون قصد نظراً لجهله بالقوانين المتبعة, وآداب السلوك العام, مع الأخذ في الاعتبار أن المتهم كان طوال فترة دراسته انطوائياً بدرجة كبيرة وكثيراً ما نصحه أساتذة الجامعة بزيارة الطبيب النفسي.
وقد زودني الطالب الذي طلب عدم ذكر اسمه بعنوان موقع إلكتروني خاص بأخبار ولاية «يوتاه» تضمن خبر القبض على ولدنا المتورط وتوجيه الاتهام إليه, ونشر اسمه علانية في تفاصيل الخبر (أعتذر عن ذكره هنا).
ولم ينس مراسلي أن يؤكد لي أن ولاية «يوتاه» تحديداً تعد المركز الرئيسي لطائفة المورمن المسيحية المتشددة, وأنه يعاني هو وبقية زملائه المسلمين فيها، نظرة سكانها العنصرية لهم والمبنية على أساس ديني, حتى إن بعضهم يعتقد أن أي شخص غير أبيض البشرة, أصبح بهذه الحال نتيجة لعنة الله..!
طبعاً لا يخفى عليكم مدى خطورة إثبات تهمة التحرش الجنسي على الطالب, نظراً لكون القانون الأمريكي لا يرحم في هذا الجانب, وقد اشتهر بالأحكام القاسية على المتهمين بالتحرش الجنسي ولنا في قضية السعودي «حميدان التركي» - فك الله أسره - عبرة, فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 28 سنة ورفضت المحكمة استئناف الحكم.. كل ذلك بسبب اتهامه من قبل خادمته الإندونيسية بالتحرش رغم عدم اعترافه بذلك وعدم وجود أدلة إدانة واضحة.
وفي شهر آذار (مارس) الماضي أفرجت السلطات الأمريكية عن رجل يدعى «تيم كروبي» متهم بالتحرش الجنسي بعد أن أمضى نحو ست سنوات في السجن من أصل 17 سنة (مدة الحكم) شريطة أن يدفع تعويضاً للضحية مقداره 19 مليون دولار أمريكي, منها مليون دولار من أجل إنفاقها على علاجها في المستقبل و18 مليون دولار بسبب الشعور بالأذى والألم والمعاناة الذي تعرضت له في الماضي.
ولأنني أخشى بحق من أن نُفجع بحميدان آخر، فأنا أكتب اليوم مطالباً سفارة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحرك والتدخل العاجل لإنقاذ ولدنا الذي يكاد يذهب ضحية لاتهامات نساء «المورمن», وأطالبها بأن تبذل كل ما تستطيع للحيلولة دون ضياع مستقبله في غياهب السجون الأمريكية, كما أطالب جميع وسائل الإعلام الوطنية بتحمل مسؤوليتها تجاه أبنائنا المبتعثين, ومتابعة هذه القضية وتداعياتها.. إن لم يكن من أجل تطميننا عليه، فمن أجل توعية بقية المبتعثين بما يمكن أن يتعرضوا له إن هم أخطأوا التصرف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي