حركة تصحيح
لو قيل لكم إن العطاس دون تغطية الفم سيسبب انتقال إنفلونزا الخنازير إليكم فكيف سيكون تعاملكم مع هكذا تصرّف؟
والسؤال موجّه طبعاً لفئة من الأشخاص ما زالوا على الرغم من تكرار النصائح وفي كل وسائل الإعلام بخصوص الوقاية من المرض، يعطسون وينشرون رذاذهم في كلّ مكان دون أدنى اهتمام، صحياً كان ذلك أم ذوقياً. ونحنُ حينها لا نملك سوى الابتعاد لمسافة المتر والنصف إلى مترين التي يوصي بها المختصون.
بشكل عامّ وقبل ظهور هذا المرض بقرون أوصانا النبي - صلى الله عليه وسلّم - بآداب العطاس إذ كان - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غضّ به صوته. أيّ أننا مطالبون بذلك دون الحاجة لوباء عالميّ! إن كانت هناك فائدة مرجوة أو عناصر إيجابية من ظهور إنفلونزا الخنازير، فهي بالتأكيد العادات الصحية التي أصبحت تؤدى بطريقة أوتوماتكية من قِبل كثير من الأفراد.
و السؤال المهمّ الآن بعد غياب هذه الأزمة الصحية العالمية وانتهائها هل سنحتفظ بالعادات الإيجابية التي اكتسبناها بالتدريب والتكرار؟
شخصياً لا أجد في ذلك صعوبة فالدقائق المعدودة التي نقضيها كل يوم في استخدام معقم اليدين أو غسلها بعد كل خروج أو استخدام لأغراض عمومية سواء كانت داخل المنزل أو خارجه قد تقينا مشكلات صحية قد لا يظهر لها أثر حاليّ كالإصابة بالإنفلونزا.
أيضاً هل ستحافظ الأسر على الاهتمام بصحة الأطفال والعجزة وكل من لديه أمراض مزمنة تؤثر في مناعته؟
فالمؤشرات الحالية تفيد بأنّ كثيرا من الأمهات توجهنّ إلى العناية بصغارهم بأنفسهم – دون مساعدة الخادمة – ومراقبة عاداتهم اليومية وغذائهم.
أيضاً كبار السنّ الشريحة المنسية كثيراً يحظون بزيارات متكررة من أفراد الأسرة سواء لرعايتهم أو تفقد أحوالهم في حالة سكنهم وحيدين. من المهمّ ألا ننسى هذه الأيام وهذا الاهتمام الجماهيري المفرط، ولتكُن هذه الأزمة العالمية منطلقا لتصحيح كثير من عاداتنا.