العقاريون وفخ المكتب العاجي
بعض المستثمرين العقاريين يبدأون استثماراتهم العقارية الأولى بطريقة ناجحة ومتميزة، ولكن مع الأسف سرعان ما نجدهم يغيرون طريقتهم في العمل والتعامل إلى طريقة خاطئة ومنفرة، حيث سرعان ما يبدأون باعتزال جميع الملتقيات والتجمعات العقارية وينتهجون سياسة المكتب العاجي المنعزل تماماً عن السوق العقارية فلا يستطيع أي شخص أن يقابلهم بسهولة، معللين ذلك بكثرة الانشغال وعدم وجود وقت ليمضوه مع الوسطاء في السوق العقارية.، وهذا الأمر خاطئ فهم يعتقدون أن هذه الطريقة ستجعل منهم شخصيات مهمة وناجحة وغفلوا عن أنهم خسروا الكثير بسببها، حيث إنهم بطريقتهم هذه فقدوا الوصل بينهم وبين السوق العقارية وتجعلهم بعيدين من قبل الكثيرين.
عزيزي القارئ إن هناك نماذج مشرفة كثيرة لمستثمرين عقاريين وصلوا إلى أعلى مراتب النجاح وحققوا ثروات طائلة وسمعة طيبة، ولكن في الوقت نفسه تجدهم في كل محفل وفي كل ملتقى، كما أنك تستطيع بكل سهولة أن تتصل بهم دون أي تعقيدات أو روتين يذكر وهذا يجعلهم دائماً في قلب السوق ومطلعين على الفرص العقارية والاستثمارية المتاحة.
وهؤلاء نموذج يجب أن يحتذى به على الصعيدين العملي والاجتماعي.
كما أن هؤلاء الموجودين في مكاتبهم العاجية سرعان ما يفقدون العديد من الفرص الاستثمارية.
أن تكون رجل أعمال ناجحا لا يعني أن تكون بعيدا عن السوق بل على العكس يجب أن تكون قريبا كي يظن الناس أنك ناجح وشخص مهم، وأن تكون عمليا وتدخل في تفاصيل معطيات السوق العقارية وعمليات البيع هي التي ستجعلك مهماً وناجحاً وتضمن لك استمرار النجاح بإذن الله.
وأختم بقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه
فوق طبقات الجو وهو وضيع