تزوير الشيكات والحاجة إلى طباعتها طباعة أمنية

يكثر استخدام الشيكات كأداة وفاء من قبل عديد من عملاء البنوك من الجهات الحكومية والشركات والأفراد, إضافة إلى استخدام البنوك ذاتها الشيكات المصرفية (المعتمدة) كأداة وفاء أيضاً.
وكثيراً ما تتداول الشيكات للأمر من شخص إلى آخر بطريق التظهير، وفي كل الأحوال تقدم الشيكات إلى البنوك المسحوبة عليها لصرف قيمتها.

تزوير الشيكات
تتعرض الشيكات للتزوير، وقد يكون هذا التزوير كاملا فيرد على جميع بيانات الشيك بما فيها توقيع العميل، ويحدث ذلك عند استيلاء أحد الأشخاص على ورقة شيك (نموذج بنك) على بياض ثم يقوم المزور بتدوين بيانات الشيك بالكامل وتذييلها بالتوقيع المنسوب صدوره للعميل الساحب صاحب الشيك.
وقد يكون تزوير الشيك جزئياً فيرد على بعض بيانات شيك تم تحرير بياناته بالكامل، وغالباً ما يكون التزوير في هذه الحالة بطريق المحو والإضافة، والمقصود بالمحو التخلص من بعض البيانات المدونة في الشيك وإخفاء آثارها ووضع بيانات أخرى غيرها.
وأغلب ما يقع من التزوير بالمحو على الشيكات يكون على مبلغ الشيك حيث تتم إزالة المبلغ الأصلي الوارد في الشيك أو جزء منه ووضع مبلغ أكبر من مبلغ الشيك، وقد يقع المحو أيضاً على اسم المستفيد من الشيك ووضع اسم آخر بديل عنه، وأحياناً يقع التزوير بالمحو على تاريخ الشيك.
أسلوبا تزوير الشيك بالمحو
للتزوير بالمحو أسلوبان أحدهما يدوي والآخر كيماوي.
والمحو اليدوي يستهدف نزع الطبقة السطحية من البيانات المراد تزويرها في الشيك، ويترتب على هذه العملية إزالة طبقة الصقل الموجودة في المكان الذي تعرض لها وتفكك الألياف الداخلة في تركيب ورقة الشيك من تماسكها الداخلي.
ويتم المحو اليدوي لبعض البيانات الواردة في الشيك عن طريق الكشط أو عن طريق الحك، وفي الكشط يستخدم المزور آلة حادة (كالموسى)، ويكون الكشط عادة إذا كان المحو يستهدف تعديل أرقام أو أحرف في بعض الألفاظ التي تشغل حيزاً بسيطاً من سطح ورقة الشيك كرقم من مبلغ الشيك أو كلمة من اسم المستفيد أو البعض من أحرفها.
وفي التزوير بالمحو بأسلوب الحك يستخدم المزور أدوات لينة مثل الممحاة المصنوعة من المطاط (الإستيكة) أو المصنوعة من المطاط المخلوط بالزجاج، والأخيرة تستخدم غالباً للمحو في الكتابات المحررة بالمواد السائلة، ويلجأ المزور إلى عملية الحك عندما تكون الكتابة المراد محوها في الشيك متعددة الأرقام أو الألفاظ وتشغل مساحة كبيرة نسبياً من سطح ورقة الشيك.
أما التزوير بالمحو الكيماوي فهو عملية تؤدي إلى تحويل بعض بيانات الشيك من بيانات ذات لون إلى بيانات من دون لون لا تدركها العين العادية، ثم يقوم المزور بعد ذلك بإضافة البيانات الأخرى التي يريدها، ومن المحاليل التي تستخدم في المحو الكيماوي المحاليل التي تحتوي على مواد مؤكسدة وأهمها الكلور، والمحاليل التي تحتوي على مواد قلوية مثل الصودا الكاوية المخففة ومثل محلول النشادر.
ويعتبر التزوير بالمحو الكيماوي أكثر خطورة من المحو اليدوي لأنه لا يترك أثراً لكشفه بالعين المجردة, خاصةً إذا كان حديثاً فيبدو سطح ورقة الشيك سليماً لأول وهلة من كل عيب، فإذا مضى على هذا المحو زمن طويل نسبياً أضحى الجزء من سطح ورقة الشيك الذي تعرض له تعتريه صفرة خفيفة ربما تدركها عين الإنسان وربما تخطئ في إدراكها.
والتزوير بالمحو الكيماوي يتم اكتشافه بوسائل معملية وليس بالعين المجردة، وأهم هذه الوسائل فحص سطح الشيك بالأشعة فوق البنفسجية.
ويتضرر من التزوير كل من ساحب الشيك (مصدره) ومظهره والمستفيد منه، وأغلب ما يتضرر من ذلك الشيك البنك المسحوب عليه نفسه، لأنه هو الذي قام بصرف قيمة الشيك المزور على العميل.

الحد من التزوير بالطباعة الأمنية
وللحد من عمليات وآثار التزوير الذي على الشيكات لجأ عديد من البنوك العالمية إلى طباعة الشيكات بطريقة يسهل معها اكتشاف التزوير, الذي ربما يقع عليها, وهو ما اصطلح على تسميته بالطباعة الأمنية.
وتعتمد الطباعة الأمنية للشيكات على إضافة بعض الألياف الصناعية والمواد الكيماوية إلى عجينة الورقة التي تصنع منها أوراق الشيكات، ويترتب على هذه الإضافات أنها تكشف بوضوح الكشط أو المحو اليدوي الذي تتعرض له ورقة الشيك, حيث يترتب على هذه الإضافات نزع الطبقة السطحية لورقة الشيك في المكان الذي تعرض للكشط أو المحو فتظهر ألياف ورقة الشيك ويكتسب سطحها ملمساً خشناً واضحاً يظهر للعين المجردة بسهولة ويسهل على موظف البنك المسحوب عليه اكتشافه.
ومن المعروف أن جودة الورق وصلاحيته للغرض الذي صنع من أجله تتوقف على نوع الألياف المستعملة في صناعته وطريقة صقلها ومواد التجميل والحشو والمواد الكيماوية الداخلة في صناعتها.
كما يترتب على هذه الإضافات للعجينة المصنوعة منها ورقة الشيك أن بعض المواد الكيماوية من هذه الإضافات تتفاعل مع المحاليل المستعملة في التزوير بالمحو الكيماوي فتكون مواد أخرى ذات ألوان خاصة مميزة يسهل اكتشافها بالعين العادية لموظف البنك المسحوب عليه.
ومن وسائل طباعة الأمان أن البيانات المطبوعة في ورقة الشيك تطبع بأحبار خاصة من النوع الذي ينهار أمام المواد الكيماوية المزيلة للألوان التي تستخدم في المحو الكيماوي.
وأخيراً أضيف إلى طباعة الأمان في صناعة أوراق الشيكات العلامات المائية وخطوط الأمان الذي يصعب تقليدها وتسهل في الوقت نفسه اكتشاف أي تغيير أو تعديل يتم إدخاله على بيانات الشيك، ومن المفضل أن يكون للورق الذي تطبع عليه الشيكات مواصفات الـ CBSI، وأن يتم استعماله لهذا الغرض.

عديد من الشيكات تفتقد وسائل الأمان
رغم وضوح ومعرفة هذه الحزمة من وسائل الأمان في طباعة الشيكات التي تقي البنوك وعملاءها مخاطر التزوير، ورغم تعليمات مؤسسة النقد العربي السعودي الواضحة في هذا الخصوص، إلا أن بعض البنوك لا تزال تستخدم الشيكات المطبوعة على أوراق لا تتوافر فيها شروط الأمان المطلوبة على النحو السابق بيانه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي