iPhone وأكبر صحن كبسة.. والقاسم المشترك بينهما

أعلم أنه من الصعب إيجاد قاسم مشترك بين الاثنين، ولكن الجواب سهل، فالقاسم المشترك بينهما أن كليهما إنجاز. فالأول إنجاز شركة أمريكية والآخر إنجاز عربي. وأكبر صحن كبسة هو من سلسلة الإنجازات العربية التي سبقها أكبر صحن حمص في لبنان وأكبر صحن كنافة في فلسطين وأكبر صحن منسف في الأردن وآخرها أكبر صحن كبسة في السعودية. والأغرب بين هذه الإنجازات أن الشركة الأمريكية لم تحتفل بإنجازها مع أنه من أعظم الإنجازات في هذا العقد، وإنما كان هناك حفل تقديم للمنتج وهو حفل الهدف منه تسويقي بحت. أما بالنسبة لإنجازاتنا فكان الاحتفال على قدم وساق، حتى أننا دفعنا عشرات الآلاف من الدولارات لكي ندعو شركة جينيس للأرقام القياسية لتشهد وتسجل هذا الفشل.. آسف.. أقصد هذه الإنجازات وقامت وسائل الإعلام المحلية والعربية بتغطية الحدث. والمضحك المبكي أننا لم ندع شركة جينيس لتسجل للتاريخ عن إنشاء أكبر جسر أو أطول برج وإنما أحضرناهم ليسجلوا للتاريخ أكبر صحن كبسة.
للغرب إنجازات لا تحصى من اكتشافات أدوية لمعالجة معظم الأمراض، وأجهزة للكشف وتشخيص الأمراض، واختراع وصناعات السيارات والطائرات التي يقودها طيار أو تطير وحدها وغيرها الكثير. أما نحن، فأحوج الناس إلى التكييف بسبب الحر الشديد ومع ذلك لم نصنعه أو نخترعه، وحتى الشماغ الذي لا يلبسه إلا نحن يُصنع في الخارج إلى وقت قريب، وحتى عندما أردنا تصنيعه محلياً استخدمنا تقنية الغرب وتدريبهم لكي نستطيع أن نعمل على هذه التقنية.
ولكن ما سبب هذا الفشل العربي؟ السبب بسيط ومعروف للجميع، ألا وهو التعليم. لقد مر التعليم في الدول العربية بأكثر من أربعة عقود من الزمن من دون تطوير أو تعديل للمناهج أو لطريقة التعليم، حتى أصبحت مخرجاته اليوم تعاني تبعاته. وأتذكر أننا كنا في جامعة الملك سعود قبل ثلاثة عشر عاما ندرس كُتبا أُلفت وطُبعت قبل عشرين سنة، أي أن ما فيها من معلومات قد اندثرت. أما في أمريكا فكانت الكتب التي تدرس مؤلفة في العام نفسه أو قبل عام أو اثنين بالكثير، وهي مواكبة لجميع التطورات. وأفضل مثال على اندثار بعض العلوم، هي كتب الحاسب الآلي، فما تم تأليفه قبل عدة سنوات لا يمكن أن يُدرّس اليوم ولا حتى الاستفادة منه.
لا شك أن الحكومة مشكورة أولت التعليم وتطويره خلال الأعوام القليلة السابقة اهتماماً يليق بأهميته، ولكن ونظراً لأن مخرجات التعليم تحتاج إلى وقت لأن نجني ثمارها، فإنه من المهم أن نحاول تطوير هذه العملية المهمة في حياتنا باستمرار ومحاولة تنمية مهارات وقدرات الطلبة والطالبات على صنع إنجازات يفتخر بها الوطن والمواطن، فآخر ما نرجوه أن يُعلن لنا الجيل الجديد عن صنع أكبر شاورما في العالم.
رجل أعمال
Twitter @BawardiK

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي