شركاتنا ومعرفة DNA النمو.. لمن الفضل؟
إن من أهم مقومات استمرارية النجاح في الأعمال لأي شركة أو منشأة هو النمو والتوسع والمحاولة المستمرة لخلق أسواق جديدة أو الدخول في محيط أعمال ومناخات أخرى في الغالب تكون في البيئة العملية نفسها لهذه الشركة أو قريبا منها. لذا فالبحث دوماً عن التجديد والجديد هو من سمة التفوق وإلا تقادمت وتيرة النجاح حتى تصل في بعض الحالات إلى الاضمحلال، نظراً لحلول منافس استطاع أن ينمو ويطور نفسه بشكل أكثر كفاءة من الآخرين معلنا تفوقا مستحقا.
والبحث عن النمو لا يأتي من فراغ لكونه يتطلب عادة تكاليف رأسمالية إضافية، وبالتالي أخذ مخاطر جديدة كما يتطلب فكراً متجدداً يلمح ويرسم خطط الوصول إلى الهدف. لذا فالتعرّف على ما يسمى ببنية النمو وسبر تلك ''الجينات'' المسببة لنجاحه هو الفيصل في إيجابية النتيجة. والقطاعات الاقتصادية بمكوناتها المختلفة من شركات أو مؤسسات وغيرهما مثلها كالكائن الحي في انقسامات خلاياها ونموها، وبالتالي فالحاجة إلى معرفة مسببات هذا النمو و''الجين'' المسؤول عنه هو ما يؤكد النجاح من عدمه.
إن المتتبع لنجاح غالب الشركات العملاقة عالميا أو محليا ليدرك أنه كلما تعرف أصحاب هذه الشركة والمسؤولون عنها بجميع مستوياتهم على تلك الجينات بشكل أكثر فاعلية كلما كتب لها النجاح والتطور والريادة في محيطها الذي تعمل فيه. وفي المحيط الإقليمي بل المحلي ودون ذكر أسماء محددة هناك من تعرف على هذه الجينات في شركاتهم أو أعمالهم المؤسساتية ليأخذوها عاماً تلو الآخر إلى مستويات متقدمة أحرزت نجاحات عملية مرموقة يشاد بها. ولكن الذي يدعو إلى التساؤل هو قلة مثل هؤلاء الناجحين بسبب تعرفهم على جينات نمو شركاتهم لكون الداعم الرئيس هو تاريخية البيئة الاقتصادية غير المسبوقة خصوصاً في المملكة التي يعرف عنها إنفاقها الحكومي الكبير جداً، إضافة إلى عوامل التشجيع والتحفيز الأخرى. وبالطبع قبل ذلك كله توفيق المولى - جل وعلا.
إن المنافسة الاقتصادية المقبلة لهي أكبر من ذي قبل وأشد ضراوة مما يتطلب فعلاً عملياً ينتهج التعرف على مقومات وبنية النمو وليس التغني بعقلية الأفضلية أو الظن أن ما تحقق منسوبً إلى أداء متميز، بينما في واقع الأمر أن البيئة الاقتصادية هي التي خلقت أو صنعت هذا النمو أو ربما تلك الإمبراطورية المالية بعد توفيق من الله - سبحانه وتعالى.