أبا الخيل مخاطباً الحجيلان: أنت مهبول «تبغاني» أصوّت ضدّ وزير المالية؟
في ديوان وزارة المالية
بعد فترة ليست بالطويلة في ديوان وزارة الخارجية في جدة، وجّه الأمير فيصل بن عبد العزيز بنقل خدمات عبد الرحمن أبا الخيل إلى وزارة المالية بمركزها الرئيس في مدينة الرياض للعمل مديراً عاماً لديوان الوزارة، وكان الأمير فيصل بن عبد العزيز حينذاك مشرفاً عاماً على وزارة المالية، إضافةً إلى أعبائه ومسؤولياته في مجلس الوزراء والخارجية وولاية العهد، وكان الشيخ عبد الله بن عدوان وزير الدولة للشؤون المالية، فكان عبد الرحمن أبا الخيل بمثابة ''الدينمو'' الذي يُحرك الوزارة، وحلقة الربط بين وزير الدولة للشؤون المالية وجهاز الوزارة، ولا سيما أن محمد نور رحيمي، الذي كان وكيلاً للوزارة يعمل أيضاً مشرفاً عاماً على الجمارك، فكان يقضي وقتاً طويلاً في مدينة جدة، ويقوم أبا الخيل بأعمال الوكيل أثناء غيابه في مهمته الجمركية.
في عام 1960م أصدر الملك سعود أمراً ملكياً بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وتولى الأمير طلال بن عبد العزيز وزارة المالية في التشكيل الجديد، فعمل أبا الخيل مع الأمير طلال فترةً من الزمن قصيرة، لم يكن فيها توافق وانسجام بين الوزير والمدير العام، ثم عاد أبا الخيل برغبته إلى عمله في وزارة الخارجية، وكان وزير الخارجية في التشكيل الجديد هو إبراهيم السويّل، فتمت إعارة خدماته إلى القطاع الخاص للعمل مديراً عاماً لشركة أسمنت العربية وهي الشركة التي أسّسها الشيخ عبد الله السليمان، أول وزير للمالية، فبقي أبا الخيل في مدينة جدة حتى إشعار آخر لن يطول، ليعود إلى الرياض وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية.
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
في يونيو 1961م أصدر الملك سعود أمراً ملكياً بإنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأسندها إلى ابن شقيقه الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز.
وقد جاء إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تطويراً لمصلحة العمل والعمال، التي أمر الملك سعود بن عبد العزيز بإنشائها عام 1953م على أثر إضراب العمال السعوديين العاملين في شركة أرامكو الأمريكية، الذي حدث في أكتوبر من عام 1953م ولمدة 21 يوماً، نتيجةً لسوء أوضاع العُمال السعوديين، وعدم وجود نظام يكفل لهم حقوقهم، وقد أثّر هذا الإضراب في أعمال الشركة وشلّ قدرتها على العمل، فجاء التوجيه بتشكيل لجنة تبحث الأمر وترفع بالنتيجة، فكان من ضمن توصيات اللجنة إنشاء مصلحة للعمل والعمال، يكون مقرها الدمام، وتكون حكماً بين الشركة والعمال، فصادق الملك سعود على التوصية وباشرت المصلحة أعمالها برئاسة الشيخ عبد العزيز بن معمر، الذي سعى لضم عدد من الكفاءات السعودية المميزة، من أمثال: عبد الرحمن المنصور، عبد الله الضبيب، محمد الهوشان، عبد العزيز السنيد، عبد الغني ناضرين، يوسف الشيخ يعقوب، عبد الله الحقيل، وعبد الله الجشي.
## أضرب العمال السعوديون في أرامكو فوجّه الملك سعود بإنشاء مصلحة للعمل والعمال
وقد قدّمت المصلحة وفق قدراتها المحدودة وبجهود موظفيها عدداً من الإجراءات المهمة في مجال العمل والعمال، وكانت - كما روى لي عبد العزيز السنيد - أنموذجا مميزاً في العمل الإداري يختلف عما هو معهود في القطاعات الحكومية الأخرى، حتى أضحت المصلحة مضرب المثل في هذا الأمر.
#2#
من أبرز ما قامت به المصلحة أنها توصلت في عام 1961م إلى اتفاقية مع شركة ''جيتي'' على أثر الشكوى المقدمة من موظفي الشركة السعوديين، نال الموظفون بموجبها حقوقهم الكاملة من جميع النواحي، وقد مثّل المصلحة في توقيع الاتفاقية عبد الرحمن المنصور، مساعد المدير العام، ومثّل شركة ''جيتي'' المستر دون هتن، المدير التنفيذي للشركة، ونُشرت تفاصيل الاتفاقية في صحيفة ''الخليج العربي'' بتاريخ 15 يونيو 1961م.
كان أمير المنطقة الشرقية يُشرف على المصلحة إدارياً في سنواتها الأولى، وبعد توسعها في فتح مكتبين لها في الرياض وجدة وجّه الملك سعود بربطها بوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ ناصر المنقور، إلى أن صدر قرار تأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فواصل الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز الاضطلاع بمسؤولية شؤون العمل والعمال والشؤون الاجتماعية رغم أن فترة وزارته لم تطل كثيراً.
## المنقور يجتمع مع مونادوس لإيجاد "خبير" لتدريب الأخصائيات السعوديات
وفي خبر نُشر في صحيفة ''البلاد'' بتاريخ 10/8/1961م فإن أمانة العاصمة المقدسة طلبت من سمو وزير العمل والشؤون الاجتماعية العمل على إنشاء مكتب للعمل في مقر الأمانة، نظراً لعدم وجود مكتب يخدم العامل الأجنبي في مكة المكرمة، وقد تلقت الأمانة وعداً من الأمير فيصل بن تركي لتحقيق الطلب، كما ورد في الخبر.
بعد الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز تولى ناصر المنقور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إضافةً إلى عمله وزيرَ دولة لشؤون مجلس الوزراء، وقد استفاد ناصر المنقور من إشرافه القصير على مصلحة العمل والعمال، فاكتسب بذلك خبرة ساعدته على القيام بأعمال الوزارة والعمل على صياغة وتطوير بعض أنظمتها والعمل على إعداد الميزانية العامة والنظام العام للوزارة.
## إقرار نظام العمل والعمال بعد دراسته من قبل لجنة شرعية
ويُفيد خبر نُشر في صحيفة ''البلاد'' بأن المنقور استقبل في مكتبه السيدة مونادوس، الخبيرة الإقليمية للتغذية والتدبير المنزلي، وقد جرت المباحثات من أجل إيجاد ''خبير'' لتدريب الإخصائيات الاجتماعيات على الأعمال التي سيقمن بها في مراكز التنمية والخدمة الاجتماعية، وإيجاد ''خبيرة'' للمرور على مراكز التنمية والخدمة وإعطاء المشورة اللازمة للنشاط النسائي.
#3#
في مارس 1962م أصدر الملك سعود بن عبد العزيز أمراً ملكياً بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، فكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من نصيب عبد الرحمن أبا الخيل، بعد أن اعتذر الشيخ محمد السليمان الشبيلي، الذي كان يعمل سفيراً في باكستان، عن الوزارة بعد أن صدر قرار تعيينه.
تعتبر الفترة التي أدار من خلالها عبد الرحمن أبا الخيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، التي امتدت من عام 1962 إلى 1975م هي الفترة الذهبية للوزارة، إذ شهدت في عهده انطلاقة واسعة خاصة في مجال الضمان الاجتماعي والتنمية الاجتماعية، إذ إن عمل الوزارة ومن قبلها مصلحة العمل والعمال كان متركزاً على الشؤون العُمالية، كما شهدت الوزارة الانطلاقة الشاملة في قطاع الرياضة والشباب وفي مجال التعليم الفني والتدريب المهني.
نظام العمل وممانعة المشايخ
لقيت الوزارة دعماً لا محدوداً من الأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز ووجّه بضرورة إرساء دعائمها وإعادة النظر في نظام العمل والعمال والإعداد لنظام التأمينات الاجتماعية، لذلك باشر الوزير أبا الخيل هذه المهام بكل قوة واقتدار، وشرع على الفور بمخاطبة واستقدام الخبراء الأجانب مع الاستعانة بآراء خبراء ديوان مجلس الوزراء من أجل وضع صيغة نهائية لنظامي العمل والتأمينات الاجتماعية، ومن أجل ذلك شُكّلت لجنة في الوزارة برئاسة عبد الرحمن المنصور، المدير العام لشؤون العمل والعمال، وبعد أن أنهت اللجنة أعمالها دفعت الوزارة بالنظامين إلى مجلس الوزراء من أجل مناقشتهما وإقرارهما، غير أن الأمير فيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس الوزراء حينذاك، طلب من الوزير إحالة النظامين إلى عدد من المشايخ للاطلاع وإبداء الرأي، إذ كان يتم الحديث آنذاك عن هذين النظامين بشيء من الحذر والتوجّس، لأن السلطة الدينية لم تكن على وفاق معهما، بل كانت تدفع بالمعارضة حيال إصدارهما وإقرارهما.
## سعى ابا الخيل لإصدار نظام التأمينات الاجتماعية والنهوض بالحركة الرياضية
ذكر لي عبد الرحمن أبا الخيل أنّ ممّن راجع المواد من المسؤولين معروف الدواليبي، المستشار في الديوان الملكي وأحمد زكي يماني، وزير البترول والثروة المعدنية.
أطلع المشايخ خاصةً الشيخين (ابن حميد وابن باز) على مواد النظامين، وبعد مراجعة دقيقة لكل مواده، ومعرفة مدى ملاءمة المواد وتوافقها مع الشريعة الإسلامية، وبعد إجراء التعديل اللازم من قبلهم، دفعوا بالنظامين إلى الوزير مع الإفادة الشفهية بموافقتهم على النظامين.
أخذ عبد الرحمن أبا الخيل النظامين إلى رئيس مجلس الوزراء الأمير فيصل بن عبد العزيز، غير أن الأمير طلب من الوزير أن يطلب من المشايخ عمل ''محضر'' يتم من خلاله إبداء موافقتهم على النظامين، موافقةً مكتوبة وممهورة بتواقيعهم، إذ لا تكفي الموافقة الشفهية! وهذا ما تمّ وصار، فتم إقرار النظامين بشكل نهائي ونافذ.
#4#
## السادات يجني على السفير أبا الخيل ويُعيده إلى جدة
الغريب أنه بعد مرور أكثر من 30 عاماً على صدور نظام العمل والعمال، فقد ناقش مجلس الشورى في دورته الأولى (بدأت عام 1993م) مواد النظام بقصد تحديثها مع ما استجد من تطورات، وكان الوزير عبد الرحمن أبا الخيل - الذي غادر وزارته سفيراً في مصر ثم تفرغ لأعماله الخاصة - قد اختير عضواً في المجلس يستمع للمناقشات الدائرة حول النظام، وفوجئ بأن مداخلة أحد الأعضاء تقول إن هناك مواد في النظام لا تتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية! لذلك طلب عبد الرحمن أبا الخيل من رئيس المجلس محمد بن جبير المداخلة وتحدث إلى المجلس بأن النظام تم إقراره قبل 30 عاماً من مشايخ كبار، وأن هناك محضراً موقعاً بهذا الشأن محفوظاً في أرشيف الوزارة!
لولا وجود عبد الرحمن أبا الخيل، وهو الوزير الذي أشرف على إعداد النظام وشهد تاريخياً ما جرى حوله مع المشايخ، لأصبح النظام في مناقشات المجلس عُرضةً للمزايدة!
رعاية الشباب
بعد إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية صدر قرار بنقل قطاع الرياضة من وزارة المعارف إليها، ويبدو أن هذا النقل تم البدء فيه في عهد الوزير ناصر المنقور، إذ أشارت جريدة ''البلاد'' في خبر منشور بتاريخ 20/8/1961م، أنه بمناسبة انتقال خدمات الأستاذ عبد الله المنيعي، المشرف الأعلى للرياضة في وزارة المعارف، إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فقد اجتمع بالأستاذ سعيد بوقري وبعض موظفي الشؤون الرياضية للتباحث في بعض الأمور الخاصة بالشؤون الرياضية.
غير أن التوسع في قطاع الرياضة والشباب شهد فترته الذهبية إبان وزارة عبد الرحمن أبا الخيل، إذ تم التوسع بافتتاح عدد من الأندية الرياضية في عددٍ من المدن والقرى، وتم تحويل إدارة الشؤون الرياضية إلى إدارة عامة للشباب، يديرها الأمير خالد الفيصل ثم الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، إلى أن استقلت رئاسةً عامة لرعاية الشباب برئاسة الأمير فيصل بن فهد.
يصعب من خلال هذه الإضمامة الإحاطة بالأعمال الجليلة التي قام بها عبد الرحمن أبا الخيل أثناء وزارته، لكن يُسجّل له العمل على تحديث نظام العمل وإصدار نظام التأمينات الاجتماعية ونظام الضمان الاجتماعي ونظام الجمعيات التعاونية والنهوض بالحركة الرياضية والشبابية.
##مصلحة العمل والعمال هي نواة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
يصفُه أحد الذين عملوا معه في الوزارة وهو عبد الله العبد العزيز النعيم (كتاب وفاء لوفاء ص 93) بقوله: (إن الوزير أبا الخيل ممن كانوا يحاربون المركزية في العمل ويُشجعون على إتاحة الفرصة للعاملين معه على الإنتاج، ولذا فقد أقدم على خطوة لم يسبقه إليها أحد وهي إعطاء صلاحية كاملة لكل وكيل، وبما أن لكل وكالة ميزانية مستقلة، فقد منح كل وكيل صلاحيته كوزير، وصار هو الرقيب والموجّه، وتنافس الوكلاء في العمل للإنتاج وللفوز برضى من منحهم الصلاحية المطلقة).
وقد عمل معه في الوزارة كوكلاء ومديرين عدد من المسوؤلين، من بينهم عبد الرحمن المنصور، محمد الفهد العيسى، عبد الجليل عبد الجواد، الأمير خالد الفيصل، عبد الله القرعاوي، وعبد الرحمن المرشد، وغيرهم.
وكنتُ قد ذكرتُ في كتاب لي عن ''الشاعر عبد الرحمن المنصور'' الذي تدرّج في قطاع العمل والعمال حتى أصبح وكيلاً للوزارة أنه قد أُعفي من منصبه عام 1964م، غير أن الوزير عبد الرحمن أبا الخيل حينما التقيته في منزله في مدينة جدة، صحّح لي المعلومة بأن المنصور نفسه هو من تقدّم إليه أكثر من مرة بطلب الإعفاء من منصبه، محاولةً منه لرفع الحرج عن الوزير، الذي كثيراً ما تعرّض لضغوط وأسئلة حول وجود المنصور في منصب مهم في الوزارة، وذلك بعد أن كثُر الحديث عنه وعمّا يحمله من أفكار وأنه بات من الضرورة خروجه من الوزارة! فخرج المنصور بطوعه واختياره وودّع منصبه إلى غير رجعة!
يروي جميل الحجيلان (كتاب وفاء لوفاء ص 85) هذه القصة الطريفة التي دارت في مجلس الوزراء، حيثُ كان هناك نقاش حول كلية البترول في الظهران بين الأمير مساعد بن عبد الرحمن، وزير المالية وجميل الحجيلان وزير الإعلام، وكان عبد الرحمن أبا الخيل والدكتور يوسف الهاجري، وزير الصحة يجلسان بجوار الحجيلان وقد همسا إليه بتأييدهما لرأيه، بل الحماس له، وحينما طلب الملك فيصل طرح الموضوع للتصويت، صوّت أبا الخيل والهاجري ضد رأي الحجيلان! وبعد نهاية الجلسة عاتب الحجيلان أبا الخيل قائلاً له: ''كيف تصوّت مع الأمير مساعد؟!'' فرد أبا الخيل قائلاً: ''الحكومة تبغى كده!'' فقال الحجيلان: ''من هي الحكومة؟ الحكومة أنا وأنت''، فقال أبا الخيل: ''أنت مهبول تبغاني أصوّت ضد الأمير مساعد، وزير المالية، وكل أمورنا بيده!''.
في السفارة
بعد وفاة الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1975م بشهور أصدر الملك خالد بن عبد العزيز أمراً ملكياً بإعادة تشكيل مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة خرج منها عدد من الوزراء من بينهم الوزير عبد الرحمن أبا الخيل، الذي خَلَفه في منصبه زميله في المعهد السعودي في مكة المكرمة وفي دراسة القاهرة إبراهيم العنقري، ليتعيّن أبا الخيل سفيراً في القاهرة، المكان نفسه الذي عمل فيه قبل 20 عاماً ملحقاً سياسياً، لكنه هذه المرة يعود سفيراً فوق العادة ومفوضاً من قبل الملك خالد لدى الرئيس أنور السادات، الذي كان هو السبب في عودة أبا الخيل من مهمته الدبلوماسية بعد ثلاث سنوات، حينما قُطعت العلاقة بين مصر والسعودية على أثر زيارة السادات لإسرائيل، فعاد أبا الخيل إلى مدينة جدة، وجهاً اجتماعياً بارزاً يحظى بالتقدير والاحترام من قبل وجهاء وأعيان وأدباء وصحافيي المدينة الساحلية، فكان منزله، الذي يقع على شارع يحمل اسم والده في حي الخالدية، منتدى وملتقى.
يقول الدكتور عبد الرحمن الشبيلي (كتاب وفاء لوفاء ص 31): (وقد كوّن في الوسط الاجتماعي النابض في مدينة جدة جملةً من العلاقات المتبادلة، في صلات لا تنقطع من الزيارات المتبادلة، واللقاءات الاجتماعية والصالونات الثقافية، كما ارتبط مع نخبة من زملائه ومعارفه بعدد من السهرات المسائية المنتظمة .. وذلك فضلاً عن أولئك الذين يرتادون جلسته المنتظمة عصر كل يوم).
يتوفر عبد الرحمن أبا الخيل على خُلق رفيع وأدب جمّ وتواضع مع كل من قابله، ويشهد بذلك كل من عرفه عبر مسيرة حياته وما مرّ بها من تحوّلات، وقد رُزق بعدد من الأبناء والبنات من زوجتيه: صفية عبد السميع ومها المهيد، يساهمون اليوم عبر مواقع مختلفة في خدمة الوطن.
يذكر الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، وهو القريب من أبا الخيل، نسباً ومعرفةً راسخةً عبر عقود، أنه يندر أن تجد ربّ عائلة، يُحيط تفصيلاً بمثل ما يُحيط به عبد الرحمن أبا الخيل من دقائق الأمور المتصلة بأولاده وأحفاده وذويه وبالقريبين من معارف أو ممن يعملون في خدمته، حتى ليشعر كل واحد منهم بأنه المخصوص بهذه الرعاية.
ولا يزال الشبيلي يحتفظ بعدد من الرسائل التي كان يرسلها له عبد الرحمن أبا الخيل حينما كان يواصل دراساته العالية في أمريكا.
ويعلق الشبيلي قائلاً: (كأنني كنت الشغل الوحيد له بين كل الشؤون الأخرى عندما كان يتولى أمور الوزارة، وهو ما يجعل المرء عندما يستعيد ذلك يندهش من شمولية إحاطته واتساع دائرة متابعته لكل من حوله، بالإيقاع نفسه إلى اليوم).