رجال ونساء .. مابعد السجن
تقودنا عجلة الزمن في بعض الأحيان لطرق مظلمة تفرضها ظروف معينة ، فيجد أحدنا في ساعة غضب أو لحظة ضعف أنه دخل في دائرة الجريمة التي يعاقب عليها القضاء الشرعي بالسجن لفترة محددة.
سجون الرجال وسجون النساء تخبئ الكثير من القصص التي تحمل لنا صوراً عديدة من ظروف المجتمع التي تقود أحدهم للوقوع في المحضور.
ومن ما دعاني لكتابة هذه السطور ، اختلاف الصورة التي يتعاطى فيها المجتمع مع السجناء بعد انقضاء محكوميتهم. حيث أن هنالك معاملة مختلفة تماماً للرجل عن المرأة الذين قضو فترة من الزمن في السجون.
شهدت قصة ذات يوم لرجل أُقيمت له مناسبة عظيمة في قاعة للمناسبات ، سبقها حفل استقبال ، وتسابق عليه الأقارب والأصدقاء وكلاً منهم يرغب في أن يكون التالي ليقيم هو الآخر وليمة صاخبة يُكرم فيها هذا الرجل.
حتى أن بعضهم وصل لمرحلة أن عرض على هذا الرجل إبنته أو أخته ليزوجها إياه.
واكتشفت لاحقاً أن كل تفاصيل هذا الفرح والولائم المُكلفة أُقيمت لرجل خرج من السجن ، وتم الاحتفاء به والوقوف بجانبه واحتواء زلته ورغبة من ذويه وأحبابه أن يعود لمجتمعه بشكل طبيعي دون الشعور بالذنب أو الخجل مما وقع فيه سابقاً وأوجب عليه العقوبة.
ووجدت أن هذا العمل إيجابي ووقفة تستحق الشكر من مجتمع يرغب في أن يحتوي أحد أعضائه ويمنحه المناخ الذي ينسيه ظروفاً قاسية أعترضت طريقه.
القصة الأخرى على النقيض من قصة الرجل الذي تحدثت عنه. وتنبئ عن مفارقة عجيبة ومحزنة وتمنح تصوراً عن جانب مظلم في مجتمعنا.
إمرأة انتهت فترة سجنها ، صُدمت في فرحة خروجها بأن ولي أمرها لا يرغب في استلامها ، ووصل به الأمر أن تبرأ منها وحكم عليها حكماً إضافياً لحكم السجن بالنبذ والاقصاء.
تبدأ هذه المرأة البحث عن المقربين والصديقات ليكونو حلقة وصل وواسطة خير بينها ووليها،حتى تُصدم مرة أخرى بعدم رغبة أحدهم في مد يد العون لها لتجد ما وجدته من وليها وأكثر.
صورتين من أحوال ما بعد السجن ، الاختلاف الوحيد ما بينهما هو اختلاف الجنس. وإن كنت أجد أن الأولى بتكثيف الرعاية والاحتواء للمرأة أكثر من الرجل. فعلى الأقل لأن تحركاتها وتدبير أمورها بعيداً عن وليها صعبة وغير ممكنة في مجالات عدة ، بعكس الرجل الذي يستطيع إكمال مسيرته ولياً على نفسه.