كيف نتجنب حوادث المرور؟
أرقام الحوادث المرورية في هذا البلد قد تعد الأعلى في العالم، فقد صرح مدير الإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان أن عدد الحوادث المرورية خلال العام الماضي 2011، بلغ 544179 حادثا بمعدل 1537 حادثا يوميا، مشيراً إلى أن عدد المصابين في العام نفسه بلغ أكثر من 39 ألف مصاب و7153 ألف حالة وفاة بمعدل 20 حالة وفاة يوميا، كما يخرج 7 في المائة من المصابين من المستشفيات وهم يعانون شكلاً من أشكال العجز بشلل رباعي أو نصفي. هذه النسبة المخيفة تشكل ظاهرة وكأننا في حرب استنزاف، لذا فلا بد من وقفة وطنية صادقة من الجميع. فجهاز المرور لا يزال دون المستوى من التأهيل والصلاحيات وعدد الأفراد، لكن يبقى الجانب المهم، وهو السائق، الذي في كثير من الأحيان قد يكون السبب في حصول الحوادث.
قمت بأخذ رأي مجموعة من الناس حول هذا الموضوع، وخلصت آراؤهم إلى عدد من النقاط يمكن اتباعها لتحجيم عدد الحوادث المرورية:
1 ـ تجنب السرعة فوق المستوى في داخل المدينة وخلال الزحامات، فقد تفاجأ بسيارة أخرى إما بطيئة أو قادمة من اتجاه آخر، كما ينبغي أن تجعل بين سيارتك ومن هو أمامك مسافة كافيه أثناء القيادة.
2 ـ لوحظ أن الكثير من الشباب يجعل من أقصى اليمين خطاً للتجاوز وقد يفاجأ بوجود شاحنة في المسار نفسه أو قد يتسبب في ترويع الآخرين في الجانب الأيسر، هذه الظاهرة أجزم بأنها أكثر حدوثا في المملكة وقد لا تجدها في كثير من دول العالم، وهنا يكون دور الشرطة السرية في الحد منها.
3 ـ إن من أهم قواعد القيادة التركيز وكذلك استخدام كلتا اليدين أثناء قيادة المركبة، لذا فلا بد من تجنب استخدام الهاتف الجوال في الطرق المزدحمة، حيث إن تطبيق ذلك يحد من المخالفات المرورية كما هو الحال في أغلبية الدول، فلا أدري متى يطبق هذا النظام في شوارعنا؟!
4 ـ لا يكاد يمر يوم إلا وتشاهد حادثاً سببه أن إحدى السيارات دخلت من الطريق الفرعي إلى الرئيس من دون توقف، والمشكلة الكبرى أنه لا يوجد شيء في مصطلح هذا البلد يسمى إشارة الوقوف، لذا فهنالك نصيحة خاصة لكل سائق بأن يتريث عند مروره بأي تقاطع حتى إن كان في الشارع الرئيس، وأن يحرص على التزام الخط الأيمن من الطريق، أما استخدام المنبه عند التقاطعات فهو مجرد وسيلة إزعاج للساكنين، لكن يبقى الدور المهم لجهاز المرور في تفعيل إشارات الوقوف وتحديد الشارع الرئيس من الفرعي!
5 ـ الفوضى عند الإشارات المرورية تحتاج إلى السرعة في تطبيق الكاميرات الضوئية، فقد لوحظ أن نسبة الحوادث والمخالفات تقلصت في وجود تلك الكاميرات، كم أتمنى لو أن مدير المرور يقوم بزيارة عمل في مناطق شرق الرياض ويرى الفوضى التي سببها الغياب الفاعل لرجال المرور.
6 ـ أما في الطرق السريعة والخارجة عن المدينة، فينبغي أولاً التأكد من سلامة العجلات ونسبة ضغط الهواء فيها، كما ينبغي أيضاً التأكد من نوعها، فهنالك الكثير من العجلات ذات المواصفات الرديئة، وهنا يقع الدور الأكبر على وزارة التجارة، حيث لا بد من وجود فريق فحص دوري على محال بيع الكفرات، ومعاقبة المخالفين معاقبة رادعة يتذكرها غيرهم.
قد نتفق لو أن جهاز المرور قام بتطبيق تلك الملاحظات لاستطعنا بعون الله أن ننشئ (ثقافة مرورية) تتواكب مع القفزات الحضارية في هذا البلد.