اليتيم في المدرسة
عاد الطلبة والطالبات إلى مدارسهم بعد إجازة الصيفية, بعضهم اشتاق لزملائه ولتلك المقاعد التي يعلوها الغبار من أثر الغياب, تبقى المدرسة البيت الثاني حتى لو تخرّجنا منها أو كنّا بعيدين عنها في إجازة, يجب أن نحفظ الوفاء لأهله ونجازي الإحسان بالإحسان.
أذكر عندما كنت في أولى ابتدائي أكثر ما حببني في المدرسة حصة الرياضة والفسحة والمقصف, وكنت أتهرّب باكيًا من الإبر ومن الأسئلة التي لا أعرف إجابتها ومن رؤية الوجوه الجديدة والغاضبة, تقول أمي كنت بقلب رجل لم نراك مثلما رأينا أطفال كانوا يغرقون في دموعهم!
عندما ترى كل الجوانب المضيئة في أول يوم دراسي للطلبة الصف الأول الذين يضعون أولى خطواتهم العلمية في المدرسة, لا يتبيّن للعيان - إلا قليل - جانب غفل عنه الكثير وهو الأطفال الأيتام, وهنا لا تعجز القصص عن لقاء نقطة النهاية!
في حفل البداية تجد أب يمسح على رأس ابنه وتجد أب يحاول أن يطمئن ابنه بأن المدرسة أجمل من رسم خياله أو مما يتوقعه, وتجد أب يضحك مع ابنه, ومزيد من الصور..
إلا اليتيم تجده يفتقد والده لأسباب ندركها ومهما حاولنا في تقديم الرعاية والحب والحنان فإننا لن نبلغ حجم ما يقدمه الأب أو الأم, وكما تعلمون فاقد الشيء لا يعطيه.