لعبة البلوت
في الأماكن التي يعلو سمائها رائحة الدخان والشيشة وروائح أخرى يعرفها جيدًا أصحاب السوء، أحبوها عدد من المراهقين والشباب حتى كبار السن الذين ينتظرون قدوم قطار الموت عند محطة النفس الأخير، لأنها لعبة مسلية على حد قولهم والمصيبة أن هذه اللعبة لا ترحم اللاعب فتقوم بسرقة وقته وتستنفد طاقته، يلعبها الكثير بحجة فراغ يداهمهم وفي الحقيقة لا يحسنون استغلاله هو كالفرصة أشبّهه، أرى أن هذه اللعبة أضرّت بمجموعة من الشباب والضرر عائد لناتج سوء تنظيم الوقت مع اللعبة لأنني أرى وقتها طويل.
آخر مرة شاهدتهم يلعبونها في شهر رمضان وكان من بين اللاعبين أسماء لامعة ورجال أعمال، مقسمين إلى مجموعتين، مجموعة على الكراسي وأخرى على الأرض في جو محفز لروح التحدي مطعم بالتفكير الذي لا يقبل المزاح. أنا لا أعرف لعبها ولا أريد معرفة طريقة اللعب، أصدقائي الذين يعرفون لعبها لا تعلموني ولا تكلفوا على أنفسكم، مشكورين وأعتقد بأن الرسالة قد وصلت بوضوح.
أراها كأي لعبة قد تضيع أوقاتنا إذا ابتعدنا عن التعامل الحريص على الوقت والجاد معها والخطر القاتل هو أنها قد تشغلنا عن أداء الصلوات على أوقاتها والعمل بالواجبات اليومية، وعلى كل من يلعبها أوصيه - كما أوصي نفسي - بأن يأخذ الحيطة ويحرص على وقته ونفسه وأشياء أخرى يجب الحرص عليها من أبرزها الصلاة. قد يجبرني الملل يومًا على لعب البلوت ولكن ثقوا بأنني لن أنغمس فيها ولن أدع لها مجالاً للسيطرة علي، ودمتم سالمين.