رسالة إلى أمي

كل الحواس ستشاركني كتابة هذا المقال!
سأكتب عن الأم، بل عن أمي...
فالأم هي المخلوق الذي يضع من ضمن أهدافه سعادتك.
أستبيحكم عذرا بالحديث عن أمي،لأن القلم والورق يدعواني للحديث عنها، يريدان مني الإشارة لمدى حبها واحترامها وهيبتها وحنانها وتربيتها وتضحيتها وعطائها وكرمها وخلقها وجمالها...والله أنني أرى بأن أمي ليس لها نظير، ولست وحدي فكل من يعرفها يعلم بأنها تملك صدرا يخلو من الكره محبا للجميع؛يُخيل إلي بأن جميع من تعرف يسكنه!!
قلب أمي كون،أو مجرة محورها أولادها وبناتها،أدهشني حبها العظيم لنا،لا أشك أبدا بأنها تتمنى أن تدرأ عنا كل سوء.
أمي مجرد النظر لوجهها،لجبينها يشعرنا بالأمان والراحة،هي قمر الله في أرضه،بل أنها تفوق قمر السماءحسنا؛فقمر السماء سحابة بيضاء تعبره تحجبه عنا،ووجه أمي(شالة)سوداء لا تحجب نور وجهها!
حين تبتسم أمي تسير الحياة بمرح وحب، وحين تعتب على أحد أو تتضايق من شخصٍ ما،يصبح الكون كئيبا وتبدو الثواني بطيئة ومملة تنتظر إشراقة وجهها وابتسامة ثغرها لتنطلق بسرعة وحب وفرح.
حين تمرض أمي-كما هو الآن- نبدو نحن أبناؤها وكأننا أطفالا لا حول لنا ولا قوة سوى النظر إلى بعضنا البعض ثم النظر إلى أمنا؛ تصبح أمنا قبلة لأنظارنا، تتعلق أبصارنا بها علها تباغتنا ببسمة تعيد لنا أرواحنا التي سلبها المرض!!
هل شاهدتم أحدا من قبل يمرض وتسلب روح من يقف بجانبه!!
ترتبك مشاعرنا وأحاسيسنا،فأمي (أم أحمد) هي التي تعيد التوازن لنفوسنا والبهجة لبيوتنا.
هذا المساء قبل أن أراها شعرت بأن الكون أجمل والنسمة أرق، فعلمت بأنها بدأت تتشافى؛فالكون يحتفل بسلامتها على طريقته! وبالفعل دخلت عليها ولمحت لمعة عينيها وابتسامتها الساحرة يخبرانني بأن صحتها تحسنت ولله الحمد...
تركتها أنا وإخوتي تصلي وعدنا وهي لم تنتهي،فجلسنا ننتظر فراغها من الصلاة،وحين سلًمت قالت: (حي الله هالوجيه) فأعادت لنا بكلمتها روحنا المسلوبة، وجعلت دقات قلوبنا تنتظم من جديد...
حبيبتي أمي.. لم تكن يوما ما تتمة لأي شيء في حياتنا،كانت دوما هي البداية والأصل لكل أمر مفرح ومؤثر في حياتنا..
هي منبع الفرح الذي لا ينضب، وكتلة الشجن التي تقتات عليها لنعيش بسلام

ابنك عبدالرزاق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي