السلع التجارية وثقافة الانتقاء عند المستهلك
تتنوع البضائع والسلع المطروحة في السوق السعودية، حيث إن الأسواق السعودية من الأسواق التي تسجل على مستوى العالم تبادلا تجاريا عاليا، خاصة في ظل وجود قوة شرائية متسعة من شريحة الأفراد والتجار والشركات والمؤسسات، الأمر الذي تستطيع المملكة به أن تحتل مركزا ثابتا من حيث التبادل التجاري من خلال أرقام تسجل سنويا في ارتفاع مستمر يكسب المملكة قوتها التجارية، وتختلف المصادر التجارية على مستوى العالم لتطرح في أسواق المملكة السلع من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا وبأسعار ومواصفات مختلفة، تعطي المستهلك مجموعات هائلة من الاختيارات المختلفة والبدائل المطروحة ليختار الفرد ما يناسبه على المجالات والأصعدة كافة، سواء كان المجال غذائيا أو دوائيا أو يدخل أي منتجات أخرى تدخل ضمن المنتجات الصناعية والكهربائية والإلكترونية المختلفة، ولا معيار في اختيار الفرد لسلعة دون أخرى سوى المعيار الذاتي والميزان الشخصي الذي يضعه الفرد لنفسه ومن خلاله يفضل أن يدفع مقابل تلك السلعة تحديدا، لكن ليست المشكلة دائما في المنتجات المختلفة المطروحة، حتى إن تحدثنا عن دور المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس والدور الفاعل الذي تبذله في فلترة المنتجات قبل طرحها في الأسواق، حيث لا شك في كل ما تقدمه المؤسسة من جهود تشكر عليها، إلا أن المعيار أيضا لا بد أن يكون ذاتيا يصنعه الفرد لنفسه، يتخصص هذا المعيار في وضع بنود ذاتية من خلالها يصل الفرد للاختيار السليم للسلعة، من خلال طرح فكرة الموازنة بين السعر والجودة، ومتى نستطيع أن نرجح إحدى الكفتين على الأخرى، فالفرد يسافر ويتنقل يمينا ويسارا، وعليه يجب أن يكون ماهرا في الانتقاء الشرائي، فهو يوضع أحيانا أمام اختيارات مختلفة، والسؤال يظل: كيف يختار وما محكات الاختيار؟ وبناء عليه كيف يمكن أن نبني في مجتمعنا الثقافة التجارية للمستهلك، تلك الثقافة التي تزداد بوعي الفرد، إضافة إلى توافر العامل المادي والدخل الإيجابي الذي يمكن الفرد من الانتقاء بقوة دونما تردد، لكن ما يحدث أن فروقات بسيطة جدا في السلعة تجعل المستهلك يقبل على شراء السلعة الأقل ثمنا حتى لو كانت نسبة الجودة لا تتناسب مع الفرق في السعر، بمعنى أنك قد تدفع فرقا قليلا لتحصل على سلعة أجود، وهذه هي عتبة المعيار الذاتي، ومن هنا فإن التوعية للمستهلك ستبدأ من قاعدة الهرم وهي الأهم، من خلال طرح التوعية الشرائية للبضائع الخاصة بالأمن والسلامة، وأهمية تتبع الجودة أثناء عملية الشراء، فمثلا لنأخذ مثالا بسيطا كالمدفأة في الشتاء، ربما يقبل البعض على شراء الأقل سعرا ومعها تنخفض الجودة، الأمر الذي من الممكن - لا قدر الله - أن يجعل الفرد يدفع ثمنا أكبر ربما يصل إلى حياته أحيانا، كما تأتي في قاعدة الهرم المواد الغذائية والدوائية، ويبدأ الهرم ليتدرج إلى الأعلى في عناصر تكون أقل تأثيرا في صحة الفرد مثلا، كبعض السلع التي ليس لها علاقة بسلامته، وبهذا فلن يكون الفرد واعيا إلا بعد أن يستطيع تحقيق ولو جزء بسيط من معادلة الانتقاء الشرائي.