الشريط الأبيض

عندما تكتب أو تتحدث سمر فطاني باللغة الإنجليزية، فهي تنحت المعاني قبل الحروف في بوتقة حضارية تغتسل بالثلج النقي. في مقالها الأخير كتبت فطاني عن الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي تنظمه الأمم المتحدة في 25 نوفمبر من كل عام.
الإضافة الجديدة لهذه المناسبة الإنسانية هو يوم "الشريط الأبيض" الذي أطلقه ثلاثة رجال قبل 20 عاماً في كندا، فانتشر وميضه الآن إلى أكثر من 60 بلداً في جميع قارات العالم. باختصار، فكرة الشريط الأبيض هي مساندة الرجل لمبدأ إنهاء العنف ضد المرأة بكل أشكاله الجسدية والجنسية واللفظية والنفسية أو التهديد بهذه الأعمال عن طريق الإكراه.
يؤكد تقرير الأمم المتحدة أن العنف الموجّه ضدّ المرأة هو عنف قائم على أساس نوع الجنس، وهو العنف الموجّه ضدّ المرأة بسبب كونها امرأة، أو العنف الذي يمسُّ المرأة على نحو جائر. لم يتوقف "الشريط الأبيض"عند يوم واحد، بل نشأت مؤسسات المجتمع المدني في دول عدة بهذا الاسم. الهدف هو تثقيف الأطفال والشباب في سن مبكرة بضرورة احترام المرأة وتغيير المواقف السلبية تجاهها وعدم تعريضها للإيذاء.
من هذا المنطلق، وبملاحقة جادة من الأستاذة فطاني، أطلقنا هذا الأسبوع حملة "الشريط الأبيض" في مختلف مناطق المملكة. آمل أن يشارك معنا الإعلاميون وكُتّاب الرأي والمثقفون والهيئة السعودية لحقوق الإنسان والجمعية السعودية لحقوق الإنسان وأعضاء وعضوات مجلس الشورى والشخصيات التنفيذية والقانونية والتشريعية المختلفة.
نريد أن نعمل سوياً رجالاً ونساءً للتصدّي لظاهرة العنف ضدّ النساء، ولإيجاد مجتمع سعودي مترابط وصالح.
نسعى في هذه المبادرة لإطلاق وثيقة إعلان مبادئ، تهدف إلى تفعيل دور الرجال في مناصرة قضايا المرأة والحد من العنف الموجّه ضد النساء وحثّ المجتمع على التعهد بعدم استخدام العنف ضدّ النساء في معاملاتهم اليومية. كذلك تتضمن المبادرة حملات إعلامية وإعلانية وورش عمل للرجال في جميع مناطق المملكة لمناهضة العنف ضدّ النساء.
نقترح مراجعة القوانين واللوائح المتعلقة بالعمل على إنهاء التزويج المبكر والقسري للأطفال، والعنف ضدّ النساء والفتيات، والاغتصاب والاختطاف، واتخاذ التدابير التأديبية والإجراءات اللازمة للتصدّي للعنف في أماكن العمل لحماية النساء والفتيات.
كسحابة مطر بيضاء، انهالت رسائل دعم المبادرة من خيرة الناس؛ القانونيون الشيخ عيسى الغيث، وأحمد المحيميد، الناشطون الاجتماعيون توفيق السيف، وفاتن بندقجي، وهالة الدوسري، وسميرة الغامدي، كتّاب الرأي سعود كاتب، وسوزان المشهدي، وجمال بنون، وسمر المقرن. حتى من واشنطن، موضي الخلف، مساعد الملحق للشؤون الثقافية كتبت: "أنا حاضرة بما أستطيع تقديمه من نشر الوعي بأهمية هذه المبادرة"... والعشرات غيرهم.
الوطن بحاجة إلى الرجال الذين بإمكانهم التأثير في المجتمع لمنع العنف ضدّ المرأة.. سمر فطاني حرّكت المياه الراكدة.. ما زال المزيد من الخير لم يكتشفه الوطن.. هاهي فرصتكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي