لمن نكتب؟
أحفل اليوم بملاقاة متابعي هذا العمود بعد استراحة أسابيع ماضية لم أتمكن من الجمع بين التزامات عملية وشخصية والكتابة. ولعل هذا ما استوقفني في تساؤل بسيط وفي الوقت نفسه الإجابة عنه هي أهم ما يجب أن نعرفه، وذلك كي تصل الرسالة ويتحقق الهدف حيث الوصول إلى المستهدفين من جراء أي مجهود موجه إلى الفئة المنشودة. إن العلم والمعرفة بأدق تفاصيل مستهلكي أي منتج سواء كان ذلك المنتج حسيًّا أو معنوياً، لهو من أكبر مقومات نجاح هذا المنتج ورواجه بشكل يخدم الطرفين. ومن هذا المنطلق تسعى المؤسسات أو الكيانات الاقتصادية على وجه العموم إلى بذل جهود حثيثة بالبحث والتحري للتعرف على طبيعة المستهدفين وخصائصهم ورغباتهم وما إلى ذلك من تفاصيل عديدة تهدف إلى صياغة ذلك المنتج ليلبي تلك الرغبات. وليس هذا فقط مقصوراً على المنتجات الاستهلاكية الخدمية منها أو البضائع، بل لكل هدف يرمي إلى إيصال رسالة ما.
وهذا ما جعلني أتساءل في عنوان زاويتي اليوم لمن نكتب؟ خصوصاً أن هناك مشاهدات في محتوى الصحافة الورقية بالذات لا تتفق والثورة المعلوماتية والتسارع غير المسبوق في انتشار الخبر ووجود الوسائل الجديدة التي تخدم إيصال الرسالة المستهدفة بشكل غير معهود. إن الجواب عن تساؤل لمن نكتب في حقيقة الأمر أراه من الأهمية بمكان لأن يكون مدار اهتمام الصحيفة - ولعلَّه كذلك - والذي في تقديري يجب أن يكون منطلقاً من رسالة الصحيفة سواء كانت من النوع المتخصص أو الشمولي.
إنني أدرك بلا شك أن أمور الحياة متشابكة مع بعضها البعض في الاهتمام والتكامل فيما بينها. فالشؤون السياسية والأمور الاقتصادية والرياضية والأخبار المحلية وما إلى ذلك من المحتويات المعروفة في كل صحيفة كلها مترابطة مع بعضها البعض، وهذه طبيعة الحياة غير أن استهداف التركيز على أمر من أمورها يجب أن يرسم بعناية تسوق إلى نجاح إيصال الرسالة. هذا من ناحية الكتابة والكتاب. أما من جهة المحتوى فإنني أطمح إلى التفكر ملياًّ في بعض المشاهدات التي لا أفهمها. فمثلاً إعلانات فقدان مستندات أو صكوك أو أوراق ثبوتية وما إلى ذلك من إعلانات مما درجت عليه الصحف، فهذا في رأيي المتواضع غدا شيئاً من التاريخ. ومن بين الأمثلة التي لا أجد لها تفسيراً أن يرد مثلاً في صحيفة تكتب باللغة العربية من أول سطر فيها إلى آخره إعلاناً مهما باللغة الإنجليزية! فمن المستهدف هنا؟ إن هذه الأمثلة أسوقها طمعاً في مشاركتكم بأفكاركم النيرة كي نتعرف جميعاً على بعض وبالتالي إيصال الرسالة منا وإليكم والعكس صحيح.