بعد تغيير الإجازة .. رسوم على الأراضي البيضاء ؟
التشاور في اتخاذ القرار أمر إيجابي في الغالب،لكن في بعض الأحيان تكون الآراء متناحرة في القضية،فالرأي لدى البعض يكون مرتبط بمصلحته الشخصية،فإذا كان القرار ضد مصلحته حاول أن يخلق الجدال حول إقراره ويبحث عن أسباب للرفض حتى ولو كانت واهية،كما إن البعض موافقته مرتبط بصاحب الفكرة أو القرار،إن كان من نفس الفكر أو التيار قبلها،و إن كان عكس ذلك رفضها،حتى وإن كان مقتنع بها بشكل تام،وقد يمتد هذا الجدال والعراك لسنوات عديدة دون نتيجة تذكر،ولنا في قضية تغيير الإجازة من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت مثال صريح على ذلك .وأظن شخصياً لو لم يتدخل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - شخصياً لإنهاء هذا الجدال لما تم تطبيق هذا القرار أبدا،لذلك التدخل من السلطة العليا لإنهاء الجدل أمر مطلوب بحسب ما تقتضي المصلحة العامة .
قضية فرض رسوم أو زكاة على الأراضي البيضاء المعدة للتجارة،قرار بالتأكيد سوف يحد من ارتفاع الأراضي الجنوني،وبالتأكيد سوف يحد بشكل كبير من احتكار الأراضي لعشرات السنين،والنتيجة الأهم من تطيق هذا القرار هو أن المواطن " الغلبان " سوف يستطيع أن يجد قطعة أرض صغيرة يبني عليها بيته قبل أن يموت،و يوفر منزل لعائلته من بعده .
إيجابيات القرار عديدة،و أنا هنا لم اكتب لتعداد فوائد هذا القرار،فالكثيرون سبقوني في ذلك،وبالتفصيل الممل في عدد من المقالات والتقارير،لكن ما دفعني لكتابة المقال هو الأمل بتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظة الله – لإنهاء هذا الجدال الحاصل حول فرض الرسوم،فهنالك من رفض أو حرم حتى تطبيقه،والمبررات كانت مختلفة،وحتى الجانب الشرعي قد تم استخدامه لرفض هذا القرار،لكن هنالك من أجاز فرضها بطريقة شرعية،وهؤلاء هم أهل علم شرعي،لكن قد يختلفون مع سابقيهم في بعد النظر أو تغليب المصلحة العامة .
الجميع يعلم أن مثل قرار فرض الرسوم سوف يلحق ضرر بأرباح ملاك العقار الذين يرددون عبارة " الأرض لا تأكل ولا تشرب " بمعنى أن الأرض التي تشتريها يرتفع سعرها دون أن تدفع ريال واحدا على ذلك،وكل ما عليك هو الانتظار فقط ،لكن الرسوم أو الزكاة هي من سوف تغيير هذه المقولة الشهيرة التي كانت هي السبب في أزمة السكن داخل السعودية .
نترقب الأيام القادمة لعل والدنا خادم الحرمين الشريفين يزف للشعب السعودي هذه البشرى التي سوف تنهي معاناة نحو 70% من الشعب السعودي الذي لا يملك مسكن،فالقرار يحتاج إلى تدخل إنسان يبحث عن مصلحة الوطن والمواطن،و لا أجد هذه الصفة موجودة في مسؤول لدينا أكثر من قائدنا حفظه الله ورعاه .