فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ

عندما يقسوا القدر على احد الأطفال بأن يكون في هذه الحياة يتيم،محروم من اهتمام وحنان وعطف الوالدين لسبب من الأسباب ،فإننا نجد أن في هذه الحياة من يهتم بهؤلاء المحرومين آما من أحد الأفراد أو من قبل الجهات الخيرية الحكومية أو الخاصة .

ومن جمال الإنسانية البشرية أنها كانت هي من تعوض ذلك الشخص الذي فقد والدية ولم يجد من يهتم به من أقاربه في هذه الحياة,ومن الجوانب الإنسانية الرائعة في ديننا الإسلامي أن اليتيم كان محل اهتمام وتقدير،وحث على الاعتناء به في القران الكريم والسنة النبوية،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا- أي متجاورين- وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" (رواه البخاري) . وهذا دليل على عظم أجر كافل اليتم والمهتم به .

حادثة وفاة احد نزلاء دار رعاية الأيتام في جدة,هزت مشاعر كل شخص به ذرة إنسانية،فكيف بيتيم يموت من أربعة أيام,ولا احد من العاملين في الدار يعلم بذلك,إلا بعد أن تعفنت جثته وخرجت الرائحة لخارج غرفته,والمصيبة الأكبر أن هذا اليتيم مصاب بمرض السكري,وقبل وفاته كان في احد المستشفيات بسبب ارتفاع السكري لديه,وهذا ما صرح به مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام في محافظة جدة لصحيفة الحياة ،مما يعني أنه كان في حالة مرض ويحتاج إلى رعاية مكثفة حتى وأن كان هذا اليتيم يرغب في النوم في غرفة الخاصة لوحده كما ذكر في نفس التصريح،فالاطمئنان عليه لو من خلف الباب أمر هام في الحالة العادية،فكيف في حالات المرض !!

حكومتنا لم تتأخر في دعم اليتامى,وحتى بعض المواطنين لم يتأخروا في تقديم المساعدات لهم,لكن للأسف بعض المسؤولين والعاملين في بعض دور رعاية الأيتام هم من يتسبب بمثل هذه الحوادث التي تحزن كل إنسان,فالبعض يظن العمل في مثل هذه الأماكن الإنسانية هي مثل أي وظيفة في دائرة حكومية أو شركة,وهي عكس ذلك تماما فالعمل في مثل هذه الأماكن يحتاج إلى أن يكون الموظف مستعد إلى التعامل مع هذه الحالات الإنسانية بالكثير من العطف والشفقة والرحمة,وأن يعطي أكثر مما هو مطلوب منه,فهو موظف رسمي يتقاضى اجل مقابل ذلك,لكن يجب أن لا ينسى أنه كذلك يستطيع أن يتقاضي أجرا إضافي أعظم من الأجر المادي ذلك يتقاضاه عندما يحسن التعامل,وهو اجر من خالقنا وجزاه في الأخير إن شاء الله الجنة .

ما حصل في دار الأيتام في جدة ليس الأول ولن يكون الأخير،إن لم يكن هنالك عقاب رادع وصارم،لكل مقصر أو متخاذل في عمله في مثل هذه الأماكن الإنسانية,فالدنيا قست على هؤلاء وهم بحاجة ماسة للاهتمام من قبل العاملين في هذه الدور وكذلك من قبلنا كمجتمع,لكن بمثل هذه الحوادث يكون الموظف المقصر والمجتمع والأقدار،اجتمعت ضدهم وخذلتهم .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي