الحادثُ في مصر.. قدرٌ !!

بقراءة متأنية وواعية لما وقع في مصر قبل 25 يناير 2011 وما تلاها، نتبين بيقين لا يختمره شك بأن قدراً حكيماً أدار دفة الأحداث في مصر، كي يميط اللثام عن غموض اكتنف بعض الأشخاص والمواقف والحقائق، ليتبدى كل ذلك على وجه لا لبس فيه.

* الربيع العربي، تصوره السُذج فرجاً لا ريب فيه، وحلماً طال انتظاره في السر والعلانية ليتحول إلى حقيقة على أيدي جحافل من شباب زحفوا إلى الشارع طالبين العيش والحرية والكرامة، والأمر لم يكن كذلك.. نعم خرج شباب بلا قيادة ولا تنظيم ليعبروا عما يجيش في صدورهم من آمال وطموحات في صورة قائمة من مطالب مشروعة ومحددة، ولم يدر في خلد هؤلاء الشباب أن حركات وتنظيمات إقليمية ودولية كانت تنتظر هبتهم لتكون لهم مُتكأً ليهدموا النظام والدولة ويمكنوا آخرين من الحكم، لتنفيذ حزمة من الأهداف المُخطط لها سلفاً، والتي تصب في صالح مشروع الشرق الأوسط الكبير.

* الإخوان المسلمون، تصورهم قطاع كبير من شعب مصر فتحاً جديداً نحو العدل والحرية واحترام الإنسان، استناداً إلى ما ظلوا يرددونه طوال ثمانين سنة متذرعين بالدين، فلما تمكنوا سقط القناع المُبهر وظهرت حقيقة الوجوه والقلوب السوداء التي ضمرت الشر وأظهرت الخير حتى تصل وتُصفي كل الحسابات، ليس من أشخاص فقط ولكن من وطن عزيز كريم، وطن لم يكن في مخيلتهم سوى قرباناً يُذبح تحت قدمي قوى عالمية تمهيداً لخلافة إسلامية مزعومة.

* الجيش المصري، أثبت ويثبت بقادته وضباطه وصفه وجنوده أنه أصدق من أحب مصر، إذ لم يتوان البته في إعادة تصحيح المسار حين تبين له أن وحدة الدولة والتراب الوطني محل تآمر من قبل أطراف داخلية وإقليمية وعالمية، تآمر يهدف إلى تقسيم الوطن والتفريط في بعض أجزائه مقابل السماح بتحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية لجماعة رأت نفسها فوق الوطن وفوق الشعب، فكان الجيش كعادته درعاً واقياً لمصر الغالية ولشعبها الطيب.

* الدول العربية، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان دولاً تريد مصر الدولة القوية الأبية القائدة وعلى رأس هذه الدول السعودية والإمارات، وأن دولاً أخرى تريد أن تكون مصر أقاليم وفرق وشراذم، لتأخذ إحداها دور مصر متوهمة أن لمصر بديلاً، وتلك الدول معروفة ويأبى قلمي أن ينزف حرفاً واحداً في كتابة اسمها.

هكذا كان القدر حكيماً لما أراد بمصر الخير فأدار شأنها على نحو كاشف للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي