.. بل نعمل بجدارة وإتقان

العمل عبادة والإخلاص فيه قيمة إنسانية سامية يتولد عنه إبداع وإنتاج وتطوير. العمل شرف، ووسام على صدر كل عامل أيا كان مجال عمله وتخصصه. وخير ما يمدح به المرء الإشادة بعمله وجهده. وأعمق إهانة قد توجه لشخص وصمه بالبطالة وسوء العمل وقلة الإتقان. ولعل أعظم ثروة تمتلكها أمتنا السعودية طاقة أبنائها وبناتها، الذين يثبتون يوما بعد يوم أنهم طاقة عمل تتفجر إبداعا وإنجازا وإتقانا. بعض أبنائنا وبناتنا حققوا إنجازات حتى في أعقد مجالات العمل، ولعل غادة المطيري خير مثال يضرب في هذا المثل. ولا أفهم ولا أستوعب القناعات التي يتبناها بعض رجال أعمالنا التي تتمحور حول فكرة "أن قليلا من السعوديين يرغبون في العمل"، لكني أفهم وبعمق الشعور العميق بالإهانة التي يتلقاها شبابنا وبناتنا عند سماع هذه الآراء وغيرها مما يصب في المحور نفسه. وأفهم أيضا الشعور بالإنصاف حين يسمع أبناؤنا وبناتنا أصواتا عادلة ومنصفة تضع الأمور في نصابها، وتصف واقع حماسهم للعمل والإبداع والإنتاج.
ولحماية حقوق أبنائنا وبناتنا في العمل والإنجاز وكسب القوت الشريف، وضعت القوانين والأنظمة التي تكفل لكل ذي حق حقه. كما تأتي تنظيمات وتشريعات وزارة العمل تأكيدا على أن سوق العمل في بلادنا لا يمكن أن تستقيم دون إعطاء أبنائنا وبناتنا الحق والأولوية في بناء وطننا المعطاء. إن ما صرح به وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية أحمد الحميدان لصحيفة "الشرق" أثلج صدر كل عامل يكسب قوته من عمله، أثلج صدر كل عامل معطاء ومخلص ومنجز، أثلج صدر كل السعوديين. أحمد الحميدان تساءل "لا أدري ما الذي يرضيهم، هل يريدوننا أن نلغي السعودة، ونطلب من السعودي أن يجلس في بيته، ويشاهد الأجنبي وهو ينعم بخيرات البلاد"، وأجيبه بكل بساطة: نعم، لن يرضى من يتبنى نظرية أن السعوديين لا يعملون إلا حين يطلب من شبابنا وبناتنا الجلوس في البيت ومشاهدة الأجنبي يعمل وينعم على حسابه، وهذه هي الحقيقة المرة التي يتجرعها كل من يعاني أو عانى من أصحاب النظريات التي لا تمت للواقع بصلة، نظريات تستهدف أرزاق أبنائنا وبناتنا علنا وجهارا. الأستاذ أحمد قال كلمة الحق حين أكد "أن السعودية ملك للسعوديين، ولا يمكن أن يجلس المواطن عاطلاً عن العمل، بينما الوافد ينعم بخيرات البلاد". وللأستاذ أحمد الحميدان أقول، لله درك ودر جهود وزاره العمل التي ساهمت في السعودة وفي جميع القطاعات وعلى جميع المستويات. إن الحقيقة المشاهدة والملموسة تؤكد أن أنجح الشركات تلك التي تتبنى السعودة، والمشاهد أيضا أن الأموال الهاربة تنتهي بالتبخر والخسران. إن نهج سعودة الوظائف حق لشبابنا وبناتنا لا خيار لأحد بعدم تبنيه. وهو نهج حكيم رشيد يؤدي لتحقيق تنمية نامية مستدامة حقيقية.
شبابنا وبناتنا ثروتنا الكامنة ولا يمكن تحقيق التنمية دون الاعتماد عليهم اعتمادا كليا حقيقيا في البناء والإنجاز. إن وزارة العمل صمام أمان حافظ لحقوق العمل والعامل، وتثبت الوقائع المتتالية أن الوزارة تتفاعل مع كل ما من شأنه تحقيق واقع اقتصادي صحي يضمن حقوق العامل ورب العمل على حد سواء. إن شبابنا وبناتنا يعملون غير آبهين بالأصوات المحبطة، غير مبالين بالنظريات التي لا تمت للواقع بصلة بأي شكل من الأشكال. بلادنا تمضي قدما في طريق منير مستنير لا يؤدي إلا للتنمية الحقيقية التي تحقق لنا الريادة الاقتصادية والاجتماعية. شبابنا وبناتنا وقودنا ومصدر فخرنا وعزتنا، وليس لهم منا سوى الدعم والتشجيع والحماية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي