الإرهاب.. لا نخرب بيوتنا بأيدينا (1-2)

العالمان العربي والإسلامي يعيشان خلال العقود الأربعة الماضية حالة من اليأس والإحباط والتدمير والقتل لم يعرف المجتمع العربي والإسلامي لها مثيلا خصوصا عندما يكون بأيدي المسلمين أنفسهم، وهذا التدمير والقتل أصبح المغذي الأول للإساءة للإسلام وإظهار الدين الإسلامي أنه دين قتل وتدمير، ومع أننا نعرف أن الحربين العالميتين الأوروبيتين حصدتا من الأرواح والمساكن ما الله به عليم إلا أن الفرق بينهما وبين ما نعيشه اليوم هو دور الإعلام بوسائله وأدواته المختلفة في إبراز الحدث مهما كان صغيرا.
إن عالمنا العربي الإسلامي اليوم في أمس الحاجة إلى أن يتقدم عقلاؤه لإيجاد الحلول السلمية لإعادة روح البناء والتنمية للإنسان العربي المسلم نفسه والتأكيد على أن الاستمرار في القتل والتدمير للإنسان والمكان في عالمنا العربي المسلم والتأكيد على أن الاستمرار في هذا القتل والتدمير للإنسان والمكان في عالمنا العربي والإسلامي ما هو إلا داعم لجميع أعدائنا للتأكيد بالقول والفعل أن الدين الإسلامي دين قتل وتدمير ولعل الشواهد التي نراها اليوم من أفغانستان إلى باكستان إلى اليمن وسورية والعراق وليبيا والسودان وغيرها من دولنا العربية والإسلامية خير شاهد لهم لهذا التدمير والخراب والقتل والاغتصاب وللأسف استغلال الأعداء لهذا الإفساد غير المبرر الداعم لتخريب بيوتنا بأيدينا، ولعل المتابعين يرون كيف اندس بعض المرتزقة والمخربين من دول العالم بين صفوفنا لمزيد من التخريب والهدم والقتل والاغتصاب، وفي المقابل فإن المملكة العربية السعودية كبلاد للحرمين الشريفين والراعية الأساسية للدين الإسلامي السليم هدف أساسي لهذا الهدم والتخريب.
إن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وحاضنة للإسلام المتزن هي الدولة المستهدفة بالتخريب والتدمير والقتل والمطلع على ما يخطط لها من تخريب وتدمير يعلم أهمية التفاف أبناء المملكة حول قيادتهم ووطنهم وأهلهم لأن ما يحدث اليوم من قتل وتدمير وانتهاك للأعراض يمكن أن يتعرض له أهلهم هنا في المملكة العربية السعودية إذا تعاونوا مع أعداء الدين والوطن كما يجب العمل على حماية الوطن لأن أي انهيار - لا سمح الله - لهذا الكيان السعودي الإسلامي هو انهيار لآخر وأهم معاقل الإسلام وفي المقابل فإن ما يروج له المفسدون من فكرة إنشاء دولة إسلامية هو استغلال للعقول الصغيرة الساذجة واستخدامها وقودا لحربهم ضد الإسلام وأهله ولعل ما ينقله بعض العائدين الناجين من هذه المحرقة البشرية للشباب السعودي يؤكد ما أذكره من استغلال واستهتار بالدم المسلم ونعلم اليوم جميعا أن من يقود هذا الفكر الهدام الدموي هم رجال مخابرات وعصابات يعملون على تدمير الإسلام من خلال ما يخطط له من تدمير للإسلام وأهله ومقدساته بأيدي أبناء الإسلام للأسف الشديد.
إن عدم استيعاب بعض أبناء المملكة العربية السعودية لما يخطط لهم ولوطنهم ودينهم من قتل وتدمير وتخريب وإزهاق للأرواح والأعراض واعتقادهم الخاطئ والوهمي أن ما يحدث اليوم من حروب هو لنصرة الإسلام ويغيب عنهم من يقف خلف هذه التنظيمات والعصابات ولو استوعب الداعمون لهذا التوجه وما يخطط ضدهم لما أقدموا على قتل أنفسهم بأيديهم والزج بالشباب اليافع نحو مهالك الموت في دول العالم المختلفة على أساس أن ذلك جهاد في سبيل الله ونصرة للإسلام والمسلمين ويغيب عنهم للأسف الشديد أنهم يرسلون أبناءنا إلى مرتزقة لا يهمهم دين أو مبادئ أو قيم أو أعراض أو أرواح وإنما هدفهم تحقيق أجندات خاصة لدول أقل ما يقال عنها إنها من قيادة أعداء الإسلام والمسلمين وإن هؤلاء المرتزقة المأجورين هم ممن تم تدريبهم وتسخيرهم لتحقيق تلك الأجندات كما أن أغلبهم من أصحاب السوابق والأمراض النفسية والاجتماعية وهدفهم الشخصي هو تحقيق رغبات دنيوية، إضافة للإساءة للإسلام ورسوله - عليه الصلاة والسلام - وأهل الإسلام والدليل على ذلك مثلا مجاهرتهم بالقتل والصلب والتدمير والاغتصاب وهذه وغيرها كثير ليست من قيم الإسلام والمسلمين ولم يذكر التاريخ أن المسلمين أمة همجية تستبيح الأنفس والأعراض والأموال ولعل ما نراه من هؤلاء المرتزقة اليوم في سورية والعراق وليبيا من قتل واغتصاب وتدمير خير شاهد على أن هدفهم تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين الإعلام العالمي، الذي ينقل ذلك لجميع سكان الكرة الأرضية.
اليوم لا يمكن أن يقبل العقل الإنساني السوي ما يتم من هدم وتدمير وقتل واغتصاب باسم الإسلام في سورية أو العراق أو غيرهما من دول العالم وهو ما أدى للأسف إلى خوف وتوحد العالم ضد الإسلام وأهله وجعلهم يتحدون لمحاربته خوفا من المزيد من القتل والدمار وفي الجهة المقابلة أعطى اليهود حق قتل الفلسطينيين بدم بارد على أساس أن القتل والتدمير هما ثقافة إسلامية ويجب التعامل مع المسلمين وفق ثقافتهم ولعلنا نلاحظ هذه الأيام الجراءة غير المسبوقة لليهود في تدمير غزة وقتل مئات الفلسطينيين. وللحديث بقية - إن شاء الله - في المقال القادم، وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء وعربي اللسان وإسلامي المعتقد وعالمي الطموح، والله من وراء القصد.

وقفة تأمل:
"لا.. تامن العقرب ولا تامن الداب
السمّ واحد لا رقا في متونك
ياجاهل الدنيا ودورات الأسباب
اعرف ترى من خان غيرك يخونك
واحذر تخاوي كل هافي وكذّاب
أهل الردى بطبوعهم يطبعونك
ارفع مقامك عن رديين الأنساب
لو شفتهم في حضرتك يمدحونك
فارق ثراهم وارق في راس مرقاب
ابعد عن اللي لونهم غير لونك".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي