1436هـ.. كان عاما تاريخيا رائعا

تتجمهر أحلامنا وأمنياتنا وتقف في طابور الانتظار. تماما كـ "خلية نحل". ولكن، نحل لا يصنع "العسل" على الإطلاق، بل يسمعنا دوماً ذلك "الطنين". وكثير منا – إن لم يكن الغالبية العظمى- يغفل عن تدوين أهدافه على الورق، ليتسنى التخطيط لها بعناية. فيستمر الطنين، وتستمر الغفلة.
عام هجري جديد سيطرق أبوابنا بعد أيام. عام مليء بالفرص الثمينة التي لن يراها إلا من يخطط للتنقيب عنها، والسعي لاستخراجها. وببساطة، "أنت" تصيغ حياتك. فهل صنعت لنفسك "خطة" لهذا العام لتحقيق أهدافك وطموحاتك؟
إذا كانت إجابتك بـ "لا". دعني أقل لك "عظم الله أجرك". لأنك إن لم تخطط مسبقا لأهدافك ولحياتك فستضطر مرغما لأخذ قرارات عاجلة كحلول وقتية لأي مشكلة تواجهها، حلول لا تخرج عن كونها بمثابة "مسكنات موضعية". لنا أن نتخيل دولة أو منظمة أو حتى فردا، يسير في حياته دون "تخطيط استراتيجي". لا شك أنه سيعتريه الكثير من التخبط. وستصبح الحياة عبارة عن "روتين" ممل. وستكون حياته بمثابة "مجموعة فراغات" يحاول أن يبحث عن مشاريع لملئها. بل ربما تكون جزءا من أدوات نجاح غيرك، متأثرا بعمل الآخرين لا مؤثراً فيهم!
يعتمد تخطيطك للعام الجديد على أدوات مهمة، ولعل أبرزها "أن تعرف نفسك"! نعم بدون غرابة. كثير منا لا يعرف نفسه من حيث إمكاناتها وقدراتها، ولا يعرف نقاط ضعفه وماذا يحتاج ليصبح أفضل؛ فمعرفة قدراتك الشخصية هي "حجر الزاوية" في أي تطوير، وربما احتجنا لذلك إلى "مرشدين ومستشارين"، نظرا لحساسية ما سينتج عن هذا التحليل من مبادرات ومشاريع شخصية. وبعد ذلك عليك بجعل هذه الخطط والمشاريع على عدة أصعدة؛ (الصعيد الأسري والاجتماعي والمهني والمالي). ثم قم بإدارة مشاريعك سعياً في سبيل تحقيقها. دوّن في ورقة أهداف العام، وإنجازات الشهر، ومهام الأسبوع، وواجبات اليوم. اصنع لنفسك حلما وأهدافا سامية، فمن لا يصنع لنفسه أهدافا سيعيش في سبيل تحقيق أهداف الآخرين. تخلص من أي شيء لا يستحق الانتقال معك إلى العام القادم. بقي أن أنوه على نقطة مهمة جدا، وهي أن التغيير لا وقت له، وليس مرتبطا بالعام الجديد فحسب. بل كل الأوقات سانحة للتغيير الإيجابي، ولكن هذا الربط من أجل منح النفس دافعاً وإلهاما نحو جدية التغيير. وقد استوقفتني مقولة عن ربط التغيير بالعام الجديد، هي: My New Year Resolution. تعتمد هذه المقولة على معاهدة النفس عند بداية كل عام بالتخلص من عادة سيئة، أو اكتساب عادة حسنة، أو بتعلم شيء معين، أو بتحقيق هدف معين. احرص على أن تكون من هؤلاء الذين يمتلكون رؤى واضحة. ولا تؤجل أعمالك، فالعمل المؤجل سيبقى مؤجلا دائما. ولا تكن مثل أولئك الذين يرددون في مرحلة متأخرة من حياتهم، لو قدر لنا أن نرجع مرة أخرى لفعلنا وفعلنا". هم يقولون ذلك لأن الرؤية لم تكن واضحة في بداية حياتهم، ولم يدركوا أهمية مثل هذه الرؤية إلا بعد فوات الأوان.
أخيرا وليس آخرا، احرص على أن تقول ما عنونت به مقالي بعد عام من الآن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي