هل تخجل من الفشل؟

هل أنشأت مشروعك التجاري الأول وتعثرت بعد شهور أو عدة سنوات؟ هل شعرت وأنت تبيع مشروعك أو تغلقه أنك أكثر إنسان فاشل على وجه الكرة الأرضية؟ هل اخترت تخصص دراستك الجامعية بناء على رغبة السوق أو رغبة أبويك؟ هل تشعر بالرغبة في الذهاب إلى الجامعة كل يوم عندما تستيقظ؟ هل توظفت في وظيفة تشعرك بأنك مجرد جزء من علبة تروس تدور وتدور حتى إذا اهترأت استبدلت تروسها بأخرى جديدة؟ بماذا تفكر قبل النوم؟ وهل تتوق إلى النهوض في اليوم التالي لإنجاز شيء جديد أو الإسهام في تغيير ما حولك؟ هل تقرأ كتاباً كل شهر، أو تسهم في عمل تطوعي خلال العام؟ هل تشعر بأنك قادر على إعطاء مزيد لعملك أو لمجتمعك، لكنك مكبل بأعراف أو نظرات التثبيط والسخرية؟ هل تخاف الفشل في أي شيء؟
تبنى ثقافتنا ووعينا منذ الصغر ومن النظام التعليمي والاجتماعي على التخويف من الخطأ، ومن يخطئ يُعاقب ويُوضع موضع العبرة لغيره، أتذكر أن أحد المعلمين في الابتدائي كان يضرب الطلاب الذين لا يحفظون جدول الضرب أو يخطئون في سرده، أحد هؤلاء الطلاب كره مادة الرياضيات لبقية حياته. طالب آخر كتب موضوعا في مادة التعبير اعتبره المعلم موضوعا سخيفا وقرأه على بقية الطلاب حتى يضحكوا، هذا الطالب لم يكمل تعليمه واتجه إلى العمل بعد الثاني متوسط في أحد أسواق الخضار.
هذه الأعراف والتقاليد والممارسات التي تخوفك من الفشل أو الخطأ هي المسؤولة عن أكوام الفشل، التي جعلت منا كمجتمعات عربية مجتمعات من العالم الثالث، فأكثر ما نكتب عنه ونشير إليه هو الفشل والفاشلون، حتى أصبح أحدنا يحرص على الظهور بمظهر المعصوم، يمشي كأنه تمثال شمع. في السويد يقولون إن الفشل أول مفتاح للنجاح، وإن النجاح دون فشل هو عبارة عن نجاح هش.
عش تجربتك دون خوف من الفشل، واجعل من الفشل حجراً يعبّد طريقك نحو النجاح، ولن تصمد أمام الفشل وأنت تعيش خيارات غيرك من الناس، بل ستصمد وتصر على تجاوز الفشل إذا عشت تجربتك التي اخترتها أنت، سينظر إليك الآخرون نظرات تحسبها أنت ساخرة أو مستخفة بك وبما تعمل، لكن حقيقتها هي غيرة منك، فأنت تعيش تجربتك بناء على خياراتك، أنت من امتلكت الشجاعة والجرأة على دخول معترك الحياة لتحقق أحلامك، لا أن تكون جزءا من أحلام غيرك، فالتغيير والإنجاز يصنعه المختلفون لا التقليديون.
اجعل هدفك أمامك ولا تستجب لأي مثير قد يعوقك عن الوصول إلى مبتغاك، واسأل نفسك عند كل قرار تريد اتخاذه، من أنا؟ وماذا أريد؟ عندها فقط ستنظر إلى هذا القرار وتقارنه برؤيتك وأهدافك، وستعرف كيف تتخذ القرار الصائب، أما إذا فعلت ما يفعله الآخرون، فلا تتوقع أن تكون متميزا عنهم، بل ستكون نسخة مكررة من حياتهم.
أتذكر جيداً عندما استقلت من وظيفتي قبل ثلاث سنوات لأتوجه إلى العمل الحر، أن كثيراً ممن حولي نظر إلي نظرة المتهور أو غير العقلاني، على الرغم من أنني الوحيد الذي سيدفع ثمن الفشل، ومن سيجني ثمار النجاح، الذي قادتني إليه دروس الفشل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي