مؤشرات انضمام عمان إلى التحالف الإسلامي

أعلنت سلطنة عمان أول أمس انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي العسكري.
ولا شك أن هذا الإعلان يؤكد أن دول الخليج العربي جميعها تقف مع هذا المشروع العسكري المهم، الذي يهدف إلى بناء قوة عسكرية إسلامية من أجل محاربة الإرهاب في أي مكان من عالمنا الإسلامي الواسع، وبالذات في سورية والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء ونيجيريا وباكستان، الذي انتشر في أوصالها الإرهاب، وأخذ ينخر في جسد هذه الدول ويمزق أعضاءها، حتى عرضها لكوارث الحروب ودمار المؤسسات والقضاء على الدولة ومجتمعاتها الأصيلة.
إن الإرهاب بأشكاله المختلفة التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة تسبب في إحداث فوضى، لجماعات لا تعرف الحقوق الإنسانية والمدنية لبني البشر أيا كانت تصنيفاتهم أطفالا ونساء وشبابا ورجالا. إن هذا الفكر الضال حاول استغلال بعض الظروف للتحدث عن الإسلام، والدين بريء من أقوالهم وأفعالهم.
وإزاء هذا الوضع السيئ فقد أعلنت المملكة العربية السعودية في كانون الأول (ديسمبر) 2015 انطلاقا من مسؤوليتها الإسلامية عن إنشاء التحالف الإسلامي العسكري، الذي كانت نواياه واضحة من أجل جمع الأمة الإسلامية في بوتقة موحدة، وأكدت أن هذا التحالف يهدف إلى إنشاء قوات إسلامية مسلحة هدفها محاربة الإرهاب في اليمن وسورية والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء وباكستان ومالي ونيجيريا.
ولقد بادرت 41 دولة إسلامية شقيقة بالمشاركة في التحالف الذي أصبح قوة سلمية ضاربة من أجل أهداف الاستقرار في المنطقة، والعمل على عدم تغلغل هذه الفئات الضالة في مناطق، وتتوسع دائرتها.
وعند الإعلان عن إنشاء التحالف قال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “إن التحالف الإسلامي العسكري الجديد سينسق الجهود بين الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية وليبيا وأفغانستان وسيناء ومالي ونيجيريا وباكستان، وفي كل مكان من عالمنا الإسلامي”.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري للتصدي للإرهاب يأتي حرصا من العالم الإسلامي على محاربة هذا الداء، وتأكيدا للمجتمع الدولي أن الدول الإسلامية تقف جنبا إلى جنب مع كل دول العالم، في إعلان الحرب ضد آفة الإرهاب في أي مكان من العالم، وأوضح الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد أن التحالف يضم مجموعة من الدول الإسلامية التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي. وقد سار التحالف منذ تأسيسه على هذه الأهداف النبيلة.
ولكي يكون التحالف أكثر فعالية فسينسق مع الدول المهمة في العالم، كذلك ينسق مع المنظمات الدولية المعنية، بهدف محاصرة الإرهاب والقضاء عليه في كل مكان من العالم المسالم، الذي ينشد بناء الأمم وحماية عزها ومجدها.
واليوم نقف ونؤكد مرة أخرى أن انضمام سلطنة عمان إلى التحالف الإسلامي هو بمنزلة قوة عسكرية جديدة تدعم الاستراتيجية السياسية لهذا التجمع، حيث تضاف إلى القوات العسكرية الإسلامية التي استكملت جاهزيتها للقيام بواجبها العسكري المقدس، للقضاء على آفة الإرهاب، الذي أصبح العدو الأول للإنسانية وللتنمية، وللسلام والأمن العالميين.
وحقيقة أن انضمام دول خليجية مثل سلطنة عمان جاء في الوقت المناسب ليرد على كل المتشككين في الوحدة الخليجية، وقد لبت عمان نداء التحالف الإسلامي لتؤكد أنها جزء لا يتجزأ من هذا الكيان القوي، الذي يبحث عن مستقبل الأمة جمعاء، من أجل أمنها وسيادتها وعزتها وشرفها وقوتها.
انضمام سلطنة عمان إلى الكيان الذي أعلنت ولادته لخدمة أهداف الأمة الإسلامية، سيخدم أهدافها في ظل الموقع الجيوسياسي والجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به هذه الدولة، التي ليست غريبة على خريطة العالم الإسلامي.
بحكم انتمائها الخليجي والعربي فقد لعبت سلطنة عمان أدوارا متنوعة، وهنا الجميع يرحب بانضمامها لهذا الحصن الكبير، ويمكن أن يوصف قرار الانضمام بأنه قرار حكيم، وينبع من حكمة السلطان قابوس، الذي يعد القائد الأول لنهضة البلاد.
ولقد كان لتواصل ولي ولي العهد مع القيادة العمانية دور في إنجاز هذا الأمر، الذي قلب موازين المنطقة وأعاد السلطنة إلى مكانها الطبيعي مع دول الخليج، خاصة أن المصالح الخليجية تبقى دوما مشتركة وتخدم تطلعات شعوب المنطقة، التي هدفها الاستقرار والوحدة والتعايش السلمي، وتحقيق الرؤية الاقتصادية لهذه الدول.
مرة أخرى إن انضمام سلطنة عمان الشقيقة.. هو حلقة مهمة من حلقات استكمال قوات التحالف الإسلامي العسكري لقدراته العتيدة والباسلة.
وإذا نظرنا إلى مستقبل هذا التحالف العسكري الإسلامي فإن قوة هذا التحالف هي قوة لجميع الدول الإسلامية الأعضاء، لأن التحالف الإسلامي العسكري هو الدرع القوية الصامدة ضد جرثومة الإرهاب، التي أخذت تعيث دمارا وتتسلل إلى جميع الدول المسالمة في جميع بقاع العالم.
ونعرف جميعا أن هدف الإرهاب هو تدمير الاستقرار وهدم أعمدة هذه الدول أو تلك، وإيقاف عجلة التنمية والبناء.
نتمنى أن تتخذ بقية الدول الإسلامية قرارها الشجاع، وتنضم مثل سلطنة عمان إلى قوات التحالف الإسلامي العسكري.
وفي الختام فإن قوة التحالف الإسلامي العسكري هي قوة لكل الدول الإسلامية، وإذا زادت هذه القوة فإنها تصبح أكثر قدرة على القضاء على الإرهاب وجرائمه.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي