التنمر الذكوري على المرأة

التنمر الذكوري على المرأة

المتابع لما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من حوارات، يلاحظ تفشي ظاهرة الحدة في الرد وتشخيص الحوار الموجه من بعض الذكور إلى الإناث بطريقة سوقية قد تصل إلى القذف والطعن في شرفها وسمعتها أو الإساءة والإيذاء والنيل من جنسها أو خلقتها بقصد تصغيرها والتقليل من شأنها أو إحباطها. وهذا في نظري مرده إلى النظرة السائدة للمرأة في بعض المجتمعات العربية على الخصوص، على أنها الأضعف والأقل حقا في الحرية والاختيار والتعبير، فما زال بعض الذكور يرضخ للثقافة القبلية التي تعتبر المرأة من ممتلكات الرجل بحجة أنه حاميها ويتصرف حيالها بما يشاء، وله حق التحكم في كل ما يتعلق بها، حتى الطريقة التي تفكر بها والأسلوب الذي تتحدث به، ويراها جسدا بقلب وبلا عقل. فلا يحتمل أن تخوض المرأة معه نقاشا ثقافيا حرا، أو أن تتفوق عليه في الحجة أو في المنزلة، ويعتبر ذلك انتقاصا من رجولته، فأحاديثه معها لا تخلو من السخرية باهتماماتها، والتلميح أو التصريح بأن عمل البيت والمطبخ هو الأولى بها من الدخول فيما لا يعنيها كما يعتقد، ويستمر بتذكيرها بنقص العقل والدين دون التثبت والبحث في المعنى الصحيح للعبارة. ومع الأسف إن أسلوب التربية في المنزل يعزز تلك الثقافة وينميها بتقديم حق الابن الذكر على البنت الأنثى حتى لو كان يصغرها عمرا، فينشأ الصبي على استصغار البنت وأولويته عليها، فيمارس التنمر الذكوري على أخواته وزوجته وعلى أمه في بعض الحالات المصاحبة بانحراف أو أمراض نفسية.
تلك الثقافة الذكورية الحادة ستكون سببا في إيجاد ثقافة نسوية مضادة وحراكا معاكسا تسعى فيه المرأة لإثبات ذاتها وإنسانيتها، روحا وعقلا وجسدا، وتبرهن قدرتها على خوض أغلب المجالات التي يخوضها الرجل بصبغة نسوية أجمل وأتقن.

الأكثر قراءة