الخصوصية في الطائرة
انتهت الإجازة الصيفية وعاد المسافرون وبدأت معهم أحاديث كل عام عن مشاكل شركات الطيران ومعاناة الأسر خلال الرحلات معها ومع بعض الركاب. اللافت في تلك الأحاديث أنها في معظمها تحصر المشقة في مدى تحقيق الراحة التامة والاستمتاع بالخصوصية العربية للعائلات على متن الرحلة، وأكثر من يعانيها النساء، خاصة إذا ما كان مقعد المرأة بالقرب من رجل، تبدأ معها رحلة استبدال المقاعد والبحث عن مكان بالقرب من نساء. الذي يجب التنويه إليه في هذه الحالة أن هيئات الطيران المدني ولدواع أمنية تمنع منعا باتا تغيير الركاب لمقاعدهم أو استبدالها مع آخرين، إلا في حال عطل في المقعد يخل بسلامة الراكب، أو كان الراكب ممن لا يحق لهم الجلوس بالقرب من مخارج الطوارئ، كالأطفال وكبار السن وذوي الاحتياج الخاص، ويتم ذلك بشكل رسمي عبر طاقم الطائرة. يجب أن نعي أنه من حق أي راكب أن يرفض إعطاء مقعده إلى آخر حتى لو كان امرأة، فمن حقه الاستمتاع بمقعد اختاره هو مسبقا، وقد يكون دفع مبلغا ماليا إضافيا مقابل الحصول عليه. أعي تماما حجم المشقة والحرج الذي تعانيه المرأة في حال جلوسها بجانب رجل أجنبي عنها، لكن تظل الطائرة وسيلة نقل للعامة لا يمكن عليها تحقيق نسبة الخصوصية والرفاهية كاملة.
الحل بسيط جدا، يحتاج فقط إلى ترتيب مسبق وحجز مقاعد الرحلة في وقت مبكر يضمن معه أفراد العائلة اختيار المقاعد المناسبة لهم، وفي حال كانت المسافرة بمفردها بإمكانها الحجز على درجة أعلى لضمان الخصوصية، أو حجز المقاعد الأمامية المعزولة تماما عن الراكب الملاصق بدلا من المقاعد ذات اليد المتحركة. تستطيع شركات الطيران الحد من ظاهرة تبديل المقاعد والضوضاء التي تحصل معها في معظم الرحلات بوضع رموز على المقاعد المحجوزة تبين نوع الراكب هل هو طفل أم مسن، امرأة أم رجل أم احتياج خاص، وبذلك تتحقق رغبة كل راكب في الجلوس بعيدا عن مقاعد الأطفال أو مقاعد النساء أو غيرهم.