قيمة المرأة في كفاءتها وعطائها
في السنوات الأخيرة، ومع توسع كل طبقات أفراد المجتمع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت كثير من المفاهيم بشكلي التغيير الإيجابي والسلبي، ومع الأسف قد يكون التغيير السلبي هو الأغلب عند البعض. فبرزت عديد من الظواهر السيئة، خاصة بين الأوساط النسائية، وأصبحت قيمة المرأة بشكلها وما تلبسه من ثياب وملحقاتها، حتى غلت قيمة ما تحمل على جسدها على ما تحمله في عقلها.
ازدياد عدد العارضات في الوسط الخليجي أمر مزعج للغاية، فأصبحت مهنة من لا مهنة لها، ودخل لمن لا تحمل مؤهلا يسمح لها بالدخول في سوق العمل، لتصبح مهنتها فقط حضور الفعاليات وتصوير المنتجات بمبالغ مبالغة. ليس هنا الخلل، لكن يعاب عليهن الترويج لبعض النظريات الحياتية المغلوطة خاصة ما يتعلق بالجمال والثقافة والحريات. البحث عن الجمال والرشاقة أجمل ما يميز الأنثى، لكن معايير الجمال تغيرت بشكل جذري بناء على ما تؤمن به وتنتهجه تلك العارضات، أصبح هوس الوزن وعمليات التجميل يلاحق كل الفتيات المزدحمات في حسابات العارضات ومن بداية حياتهن، فأصبحن نسخة واحدة مكررة من بعضهن. ظاهرة التبعية العمياء التي تنتهجها فتياتنا بلا تفكير بالطبع لها كثير من النتائج السيئة اجتماعيا ونفسيا وصحيا، فكانت سببا في انفصال أو انعزال البعض، والنحافة أو السمنة الزائدتان تخفيان خلفهما اكتئابا، قلقا، واضطرابات في الأكل! يجب أن تنظر المرأة لذاتها كإنسان يحمل قلبا وعقلا، وليس كتلة تقف على ميزان يحمل مجرد أرقام. فقبل أن تحاول تحرير نفسها من أي سطوة، ينبغي أن تحرر عقلها من فكرة كونها جسدا خلق فقط لنيل إعجاب الغير. ما أتمناه، هو إعادة الحجم الطبيعي لكثير من الملمعين والخاوين، لنمنح النجوم الحقيقيين والمبدعات النجومية التي يستحقونها أيا كانت أشكالهم وألوانهم وقيمة ثيابهم.