مهن سامية تستحق امتيازات خاصة

الأسبوع الماضي، ومن أمام قسم العمليات في مدينة الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني، عندما كنت أنتظر خروج والدتي ــ شفاها الله ــ التي تجري عملية جراحية في فقرات العمود الفقري، كان الجراحون والأطباء والممارسون الصحيون يخرجون تباعا وهم في حالة إرهاق تام، ليقفوا في الممر مبشرين أقارب المرضى بنجاح عملياتهم ويطمئنوهم عن أحوالهم وسير العملية وما آلت إليه، وكان بجانبي أحد المنتظرين، التفت إلي وقال "هؤلاء خلقهم الله رحمة لعباده بعد أن وضع بين يديهم أسباب الشفاء والتعافي"، وكان يقصد الأطباء والممارسين الصحيين.
استوقفتني عبارته كثيرا، وبدأت أتأمل ملامح الأطباء والممارسين الصحيين وهم يستقبلون استفسارات أهالي المرضى، فرغم الإرهاق والتعب البادي على وجههم، إلا أن الابتسامة لم تفارقهم وكانوا ينصتون إلى الأسئلة، ويجيبون بأدق التفاصيل دون أي تضجر أو رفض أو حتى تذمر من تكرار بعض الأسئلة، وبدأت أسال نفسي، ألا يستحق هؤلاء أن نميزهم عن أقرانهم، ماذا تقدم لهم مرجعياتهم الوظيفية من مميزات؟ ألا يستحقون امتيازات نظير ما يقومون به من عمل رفيع في إنسانيته.
كثير من الأسئلة جالت في خاطري وأنا في الممر أنتظر خروج الطبيب لأطمئن على والدتي، ما الذي يقدمه القطاع الخاص من شركات طيران ومصارف وغيرها لهؤلاء الذين يوصفون في كثير من دول العالم بـ"ملائكة الرحمة"؟ هل هناك من يثمن العمل الذي يقدمونه ويمنحهم ما يستحقون خاصة أن القطاع الخاص مطالب بتحمل مسؤوليته الاجتماعية نظير ما يلقاه من هذه البلاد من تسهيلات تدر عليه العوائد العالية؟.. أتساءل وأنا بكل أمانة "أجهل إن كان يقدم لهم امتياز أم لا".
ليس الأطباء والممارسون الصحيون وحدهم من يستحق الامتيازات فقط، فهناك مهن سامية أخرى تستحق، كالعسكريين في القطاعات كافة، وهم الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم من أجل هذا الأمن والاستقرار الذي تنعم به السعودية وشعبها، ونرى تضحياتهم جلية في محاربة التنظيمات الإرهابية والذود عن حدود الوطن، كما يحدث في الحد الجنوبي.
أيضا المعلمون والمعلمات لا يقلون عن الممارسين الصحيين والعسكريين في سمو مهنتهم، ويستحقون كثيرا من التسهيلات والامتيازات. نحن في حاجة إلى حث وتحفيز القطاع الحكومي لتقديم مستوى مميز من الرعاية والاهتمام لمنسوبي المهن التي أسميتها بالسامية، والتواصل مع القطاع الخاص وحثه على تقديم خدمات خاصة تتضمن خصومات وعروض وتسهيلات وكثير من المنافع لهم ولأسرهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي