الفقر والرخاء ووطأة الأزمة «1من 2»
تتمثل رسالة مجموعة البنك الدولي في العمل مع الدول الأعضاء على تخفيف حدة الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك من خلال تحقيق نمو مستدام وشامل لا يستثني أحدا. واليوم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19 في أنحاء العالم، وحدوث ركود اقتصادي عالمي لم يسبقه مثيل، وتحمل الفئات الأشد فقرا في العالم وطأة الأزمة، أصبح تحقيق نتائج تنموية جيدة أكثر صعوبة وأهمية من أي وقت مضى.
وفيما تعمل الدول على معالجة هذه الصدمات المتداخلة، يقدم التقرير الجديد لمجموعة البنك الدولي الصادر بعنوان "الفقر والرخاء المشترك 2020" .. تبدل الأحوال"، بيانات جديدة، ونماذج محاكاة وتوقعات اقتصادية أولية، وتحليلات تتيح نظرة متعمقة على الأسباب الجذرية للتغير الحالي في الأحوال الاقتصادية، وما يعنيه ذلك بالنسبة للفئات الأشد فقرا في العالم، وكيف تتصرف الدول لمعالجة هذه الأزمة، وكيفية إعادة جهود الحد من الفقر والتنمية إلى المسار الصحيح.
إن التكلفة البشرية الناجمة عن تفشي جائحة كورونا باهظة، إذ يمكن أن تؤدي إلى انزلاق مئات الملايين في دول العالم النامية مرة أخرى إلى براثن الفقر. وتشير توقعات التقرير إلى أن الجائحة قد تدفع ما بين 88 و115 مليون شخص إلى براثن الفقر المدقع عام 2020، مع زيادة إضافية تراوح بين 23 و35 مليون شخص عام 2021، الأمر الذي قد يرفع إجمالي الفقراء المدقعين الجدد إلى ما بين 110 و150 مليونا. كما تشير الشواهد الأولية إلى أن الأزمة ستؤدي إلى زيادة عدم المساواة في معظم أنحاء العالم. وتهدد الأزمة بخسائر هائلة في رأس المال البشري في صفوف الفئات المحرومة بالفعل، ما يجعل من الصعب على الدول العودة إلى مسار النمو الشامل حتى بعد انحسار الصدمات الحادة.
"ولا بد أن يتطلع كل بلد إلى تحقيق تعاف قوي ويخرج من هذه الأزمة وهو أكثر استعدادا لمواجهة المخاطر والتهديدات المستقبلية، ومجموعة البنك الدولي على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة في هذا الصدد".
ويقوم التقرير الجديد بتحليل ثلاث قوى متداخلة تقف وراء هذه الزيادة في معدل الفقر العالمي وتهدد بامتداد نطاق تأثيراتها إلى المستقبل، وهي جائحة كورونا والصراعات المسلحة وتغير المناخ. وقد يدفع تغير المناخ نحو 100 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر بحلول عام 2030، يعيش كثير منهم في دول تعاني بالفعل هشاشة مؤسساتها والصراع المسلح، وحيث يتزايد تركز الفقر المدقع في العالم... يتبع.