التحدي العالمي لحماية كل بلد من كورونا «2 من 2»

تحتاج الدول أيضا إلى نظم لتتبع وصول الأدوية إلى المواطنين وتوزيعها على النحو المنشود، بما في ذلك الجرعة الثانية التي يتطلبها معظم اللقاحات. ويمكن أن يساعد الابتكار الرقمي والتكنولوجي في تلك الأوضاع. ففي باكستان على سبيل المثال، دعم البنك الدولي التطعيم ضد شلل الأطفال باستخدام أدوات البيانات الرقمية لتحديد أماكن العدوى، وتوجيه القائمين على التطعيم، ورصد ما تحقق من تقدم. ويمكن أن يساعد ذلك على منع سرقة اللقاحات وتغيير وجهتها، فضلا عن الحد من مخاطر الاحتيال في مجال إعطاء اللقاحات.
والعامل الأخير هو القبول العام. قد تواجه الحكومات ترددا واسع النطاق بشأن ما إذا كانت الأدوية الجديدة، التي تم إنتاجها بسرعة قياسية باستخدام تكنولوجيات جديدة، آمنة بالفعل. وقد أبرز تفشي الإيبولا أخيرا أهمية بناء الثقة بالتطعيم. ففي الكونغو الديمقراطية، شمل ذلك تعيين موظفين محليين، والتعامل مع الزعماء المجتمعيين والدينيين، وإجراء حملات باللغات المحلية لمواجهة الشائعات والمعلومات المضللة.
وعلى مدى الـ 100 يوم المقبلة، يهدف البنك الدولي إلى مساعدة ما لا يقل عن 100 بلد، على الاستعداد لنشر اختبارات وعلاجات ولقاحات لفيروس كورونا. وننسق بشكل وثيق مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين و"اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية وتحالف ابتكارات الاستعداد لمواجهة الأوبئة والصندوق العالمي، ونقدم الدعم المالي والتقني. وسنبدأ بمساعدة الدول على تقييم مدى جاهزيتها، وقياس الفجوات في التكلفة، وتعزيز النظم الصحية لتنفيذ التطعيم.
وقد استثمرت مؤسسة التمويل الدولية أخيرا في شركة بيوإي، وهي شركة هندية لصناعة اللقاحات، وتتوقع مساعدة منتجين آخرين في الدول النامية على توسيع الإنتاج المحلي عندما تتوافر اللقاحات. وتشمل الحلول المبتكرة إعادة طرح قنوات توزيع الأغذية لتقديم اللقاحات واستخدام قاعدة البيانات المتسلسلة "بلوكتشين" لتتبع عملية التسليم.
ويستند عمل مجموعة البنك الدولي في مجال اللقاحات إلى استجابتنا الطارئة للجائحة. وتساعد مشاريع في 112 بلدا على إنقاذ الأرواح وبناء نظم صحية أقوى. ويحتاج اليمن وإثيوبيا إلى منشآت أفضل فضلا عن الإمدادات والمعدات الطبية.
وفي أفغانستان، عزز دعمنا نظم المختبرات والخدمات الطبية. وساعدنا مصر على تدشين حملة وطنية حول الوقاية من فيروس كورونا ومواصلة الخدمات الطبية الروتينية. كما ساعدنا في الحصول على المعدات الطبية في الأرجنتين والإكوادور وإندونيسيا وهايتي والسنغال والصومال وأوكرانيا.
إن التحدي المتمثل في توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا يدل على الحاجة إلى نظم صحية قوية وشاملة للجميع في كل بلد. فنحن بحاجة إلى اتخاذ وجهة نظر واسعة وبناء قدر أكبر من المرونة، لأنه من المؤكد ستكون هناك حالات طوارئ صحية في المستقبل.
كما يمكن أن تعزز الحاجة الملحة للتطعيم الجهود الصحية الأوسع نطاقا: فعلى سبيل المثال، عزز برنامج مكافحة شلل الأطفال في أفغانستان وبرنامج التحصين الروتيني في نيجيريا الرعاية الصحية الأولية من خلال تحسين أنظمة المنصات المشتركة، بما في ذلك اللوجستيات وقدرات سلسلة التبريد.
وأنا على ثقة بأننا نستطيع تركيز طاقاتنا، وبناء تحالف دولي أوسع من أي وقت مضى للتغلب على التحدي الذي يؤثر في كل منا، غنيا كان أم فقيرا، في كل بلد. آمل أن تكون هذه لحظة فاصلة، حيث ندرك جميعا أنه لن تتمتع صحة أحد بالحماية الكاملة إلا أن نصبح جميعا كذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي