الاقتصاد العالمي والعودة إلى النمو
في ظل المناقشات المستمرة على كل الأصعدة لبذل الجهود لعودة الاقتصاد العالمي لمسار النمو، عقب تداعيات جائحة فيروس كورونا التي ضربت كل اقتصادات العالم دون استثناء وتعرض جميع القطاعات التجارية لتكبد الخسائر والتراجع، شاركت في فعاليات قمة الكوكب الواحد إلى جانب إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي وأنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة مهمة جدا لاقتصادات دول العالم، حيث سلطت هذه القمة الضوء على قضايا تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي بوصفهما أهم تحديين أمام جهودنا الإنمائية التي تشمل الحد من الفقر وعدم المساواة. وأعلنت مجموعة البنك الدولي فيها تقديم ارتباط مالي بقيمة خمسة مليارات دولار لمصلحة جهود الحد من تأثيرات فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ على الأراضي الجافة في إفريقيا، وتوفير الاستثمارات والموارد التي تمس الحاجة إليها في 11 بلدا في جميع أنحاء مناطق الساحل وبحيرة تشاد والقرن الإفريقي.
وفي قمة افتراضية أخرى التي تسمى"نكست"، بشأن عودة مؤشرات الاقتصاد العالمي للوضع الطبيعي ناقشت خلالها عديدا من المسائل بالغة الأهمية للتعافي العالمي الجاري. وأكدت كذلك موضوعات أخرى من بينها الحاجة إلى عمليات طرح اللقاحات على نحو سريع وآمن وعادل وواسع النطاق، وحثت الدائنين من القطاع الخاص على بذل مزيد من الجهد من أجل الحد من أعباء الديون التي لا يمكن الاستمرار في تحملها بالنسبة للدول الأشد فقرا في العالم.
وحول نمو الاقتصاد العالمي شرفت بالمشاركة مع أفسانه بيشلوس في سلسلة بيتر ماكولو بشأن الاقتصاد الدولي التي ينظمها مجلس العلاقات الخارجية، حيث تطرقنا في مناقشتنا إلى قضايا عديدة، وكان من الجيد إطلاع المشاركين على برامج مجموعة البنك الدولي المتعلقة بمواجهة جائحة فيروس كورونا كوفيد - 19. وفي الفترة بين نيسان (أبريل) وكانون الأول (ديسمبر) 2020، ارتبطت مجموعة البنك الدولي بتقديم أكثر من 87 مليار دولار لمواجهة جائحة كورونا، وقد عملت بالفعل مع 90 بلدا لتوفير مستلزمات اختبار الكشف عن فيروس كورونا، وعلاجاته، ولقاحاته. وقد وصفت التحديات التي تواجهها الدول في برامجنا للتطعيم والتنمية العالمية. ونحن نعمل حاليا على جمع المعرفة العالمية لتهيئة نهج مصممة على نحو أفضل تستجيب لاحتياجات جميع الدول المتعاملة معنا. وأود في هذا الصدد أن أشكر جميع أعضاء مجلس العلاقات الخارجية الذين شاركوا اليوم وقدموا الأسئلة.
كما تطرق البنك الدولي إلى مناقشة مجموعة متنوعة من المواضيع، وبحثنا بعض التحديات التي تواجهها الدول النامية وهي تتطلع إلى توزيع لقاح كورونا، وكيف تساعد مجموعة البنك الدولي على تسهيل هذه الجهود، والطرق التي يعتمد بها تعافي دول العالم الأشد فقرا على التعافي في الاقتصادات المتقدمة. إذا كنت تقيم في الولايات المتحدة.
ورغم أنه لم يمض سوى ثلاثة أسابيع من العام الجديد، فإن أمامنا تحديات هائلة، لكننا بدأنا بداية تبشر بالخير بينما نواصل عملنا نحو تحقيق نتائج إنمائية جيدة وإعادة الاقتصاد العالمي إلى مسار النمو.