تمويل عالمي للقضاء على الجائحة «1 من 2»

تقدم اجتماعات الربيع التي يعقدها صندوق النقد والبنك الدوليان، خلال هذه الأيام، فرصة تاريخية للتعاون المالي. وأشارت الاقتصادات الرئيسة، بما في ذلك الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبلدان مجموعة العشرين، بالفعل إلى دعمها لتخصيص جديد بقيمة 650 مليار دولار من أصول صندوق النقد الدولي الاحتياطية، أو حقوق السحب الخاصة، لضمان حصول الحكومات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على السبل اللازمة لمكافحة جائحة مرض فيروس كورونا كوفيد - 19 والبدء على مسار التعافي بقيادة الاستثمار. ومن خلال القيادة، والجرأة، والإبداع، من الممكن أن يساعد هذا التعاون المالي العالمي على القضاء على الجائحة.
التحصين الشامل هو المفتاح لتحقيق هذه الغاية. بعد مرور أقل من عام على تحديد فيروس SARS-CoV-2 على أنه الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا كوفيد - 19، عمل الدعم المالي من قبل حكومات الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وروسيا، والصين، والهند، على تمكين شركات عديدة من طرح لقاحات آمنة وفعالة. حتى الآن، حصلت البلدان الغنية التي سارعت إلى التفاوض على صفقات مواتية مع صناع اللقاحات على معظم الجرعات. لكن القضاء على الجائحة يتطلب تحقيق تغطية اللقاحات بشكل شامل في كل البلدان بأسرع وقت ممكن. من الناحية العملية، لا ينبغي لتحقيق هذا الهدف أن يتجاوز نهاية عام 2022.
يتطلب تحقيق مثل هذه المهمة العالمية التعاون القوي، بما في ذلك الدعم المالي. مع ذلك، يجب أن يكون إلحاح هذه المهمة واضحا للجميع. فما دام مرض فيروس كورونا مستمرا في الانتقال بمعدلات عدوى مرتفعة في أي مكان في العالم، فستستمر الجائحة في تعطيل الإنتاج العالمي، والتجارة، والسفر، كما سيسمح ذلك بظهور طفرات فيروسية تهدد بتقويض المناعة المكتسبة سابقا من الإصابات السابقة والتطعيم. الأسوأ من ذلك أن كوفيد - 19 قد يستوطن عديدا من مناطق العالم إذا واصلنا على المسار الحالي، وهذا من شأنه أن يفرض تكاليف صحية واقتصادية عالية لأعوام مقبلة. وعلى هذا، فكما أكدت هذا الأسبوع جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، يشترك كل بلدان العالم في مصلحة قوية تتلخص في القضاء على الجائحة في كل مكان.
أنشأت حكومات العالم برنامج تسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد - 19، الذي يتضمن مرفق الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد - 19، وهو يمثل ركيزة اللقاح ضمن برنامج تسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد - 19، لضمان السيطرة الشاملة على فيروس SARS-CoV-2. لكن في حين أنشأ برنامج تسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد - 19 ومرفق الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد - 19 خططا عالمية للقاحات والاختبارات والعلاجات، فإن هذه الخطط تحتاج إلى التعزيز بشكل عاجل لسببين مترابطين بقوة.
أولا، يجب أن يرتفع الهدف التشغيلي الذي يسعى إلى تحقيقه حاليا مرفق الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد - 19، تحصين ما لا يقل عن 27 في المائة من كل سكان البلدان المؤهلة بحلول نهاية هذا العام، إلى تطعيم كل البالغين بحلول نهاية عام 2022. وهذا ضروري للقضاء على الجائحة وتقليل احتمالات نشوء طفرات جديدة للفيروس.
ثانيا، من الأهمية بمكان التخطيط بشكل عاجل حتى نهاية عام 2022، نظرا لفترات الإنتاج والتسليم اللازمة لتوسيع سلاسل إنتاج وتوريد اللقاحات وغير ذلك من السلع الأساسية. ومع ذلك، يظل تمويل برنامج تسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد - 19 ومرفق الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد - 19 منقوصا حتى في عام 2021: ذلك أن المبالغ التي خصصتها الحكومات حتى اليوم "11 مليار دولار" تترك فجوة تمويلية قدرها 22 مليار دولار لهذا العام، وهو العجز الذي أدى حتى الآن إلى تأخير التخطيط اللازم حتى نهاية عام 2022. من ناحية أخرى، يدفع نقص اللقاحات الحالي البلدان إلى التدافع لتخطي قائمة الانتظار، بما في ذلك من خلال دفع أسعار أعلى. يؤكد هذا الحاجة الملحة إلى ضمان تمكين كل البلدان، بما في ذلك أكثرها فقرا، من تحقيق تغطية اللقاح الشاملة بطريقة عادلة وفي الوقت المناسب... يتبع.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2021.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي