الرعاية الذاتية

الطاقة وقود العمل والحماسة، فإن فقدت فهذا آخر ما يحتاج إليه أي شخص يرغب في الإنجاز وتحقيق النجاح، وفي الوقت الراهن يستنزف الاتصال المستمر بالشبكات الاجتماعية ومنصات الدردشة الطاقات، ما يجعلنا نحتاج إلى التوقف للحظة للتفكير فيما نحتاج إلى القيام به، ما يتيح لنا أداء أعمالنا بشكل أفضل.
في السابق كانت الحدود الفاصلة بين الحياة العملية والأسرية واضحة ولكن اليوم، اقتحم العمل حياتنا الشخصية، ولم يعد حفظ التوازن بين العمل والبيت شيء يسير، ولا سيما إذا كان العمل يمتد إلى ساعات طويلة، جعلت وسائل التواصل الاجتماعي تتسرب إلى وقت مخصص للأسرة والمنزل.
الرعاية الذاتية أو Self-care تحسن الصحة عموما، كما أنها تحسن من قدرات الشخص على التعامل مع التحديات التي تظهر في حياته، ما يجعل الإنسان حريصا أكثر على الاستثمار في ذاته، ودراسة الأشياء التي تهمه، ومتابعة أحلامه بشكل يجعل منه ناجحا في المجالات كافة.
قد يؤدي العمل من البيت إلى إذابة الحدود بين الحياة المهنية والشخصية، ومع ذلك، فما زال تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية ممكنا، من خلال إعادة التفكير في العلاقة بالعمل والبحث عن طرق للوصول إلى درجة Self-care التي بدأت بعض الشركات الكبيرة تطبيقها بهدف الاعتناء بالموظفين، لكن مع الأسف لا تجدي برامج الحفاظ على الصحة نفعا بالمستوى المطلوب إلا إذا تحولت Self-care إلى ثقافة في أن تعطى الأولوية للرعاية الذاتية، عندها ستكون النتائج المحققة في الأعمال كبيرة جدا، وفقا لـ"سابين سونينتاج" الباحث في جامعة كونستانز الألمانية. وقد أظهرت دراسات عديدة من بينها بحث أجراه "مارك بيمن" من جامعة "نورث وسترن" ونشرته "هارفارد بزنس ريفيو" عن التصوير الدماغي أكد فيه أن الأفكار والحلول المبتكرة تأتي عندما يكون الدماغ في النمط "أ"، وهي الحالة التي تحدث في أحلام اليقظة أو قبل النوم مباشرة، لذلك مقولة "اعتن بنفسك" واجبة في كل الأوقات.
وربما يمكننا أن نتبع ما تقره عديد من الشركات التي تمنع إرسال الرسائل الإلكترونية خارج ساعات العمل إلا للضرورة القصوى، بل إن الأجمل الآن أن نرى البعض يبتكر تطبيقات لمتابعة ممارسة الموظفين للتمارين الرياضية خارج ساعات العمل، حفاظا على Self-care التي يجب أن تكون أسلوب حياة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي