أهمية التحفيز

يرى علماء النفس وعلماء الاجتماع أن التحفيز حاجة ضرورية في حياة كل إنسان لما له من تأثير كبير في مختلف جوانب حياته، خاصة الجوانب النفسية التي بدورها ترفع من معنوياته، ما ينعكس إيجابا على وضعه الصحي والاجتماعي والمادي. يعرف التحفيز بأنه أفعال أو مثيرات أو أقوال تحرك السلوك الإنساني وتساعد على توجيهه نحو الأداء المتميز.
عناصر التحفيز تكمن في القدرة والرغبة والجهد، فالقدرة أن يكون الشخص المحفز قادرا ومؤهلا للقيام بالسلوك المطلوب، والرغبة هي أن تكون لديه إرادة صادقة في تحقيق الأهداف المرسومة له، أما الجهد فيمثل الطاقة المبذولة والوقت اللازم لتحقيق الأهداف الموضوعة. يقول الحق سبحانه وتعالى، "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"، وفي هذه الآية الكريمة يبين الله عز وجل الشيء الداخلي، وهو أن الإيمان يجب أن يقترن بشيء خارجي وهو العمل الصالح لينتج عن ذلك شيء معنوي، وهو محبة الناس للعبد الذي سيكون بذاته تحفيزا ذاتيا له كثير من الأثر في النجاح. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. الحديث". وفي هذا تحفيز واضح للإنسان ليحرص على ما يقوي إيمانه. يحتاج كثيرون إلى التحفيز لرفع مستوى الطاقة والنشاط لديهم لأنه مع التعود على عمل ما يصبح الأداء روتينيا، ما لم يأت الدافع لبث روح الحماس وهنا يأتي دور التحفيز الذي تظهر أهميته على جميع المستويات، فعلى نطاق الأسرة الصغيرة مثلا يتم تحفيز الأبناء بأمور مادية أو معنوية، ليقدموا أفضل ما لديهم من طاقات وإمكانات، فالتحفيز هنا هو بمنزلة المولد المحرك للنجاح.
وعلى نطاق الأعمال والدوائر والشركات يكون للحوافز دور كبير ومؤثر في أداء الأفراد، ما ينعكس بالضرورة على المستوى الاقتصادي للمنشأة. يبحث المديرون دائما عن أفضل طريقة لتحفيز موظفيهم من خلال منح علاوات استثنائية لذوي الكفاءة، والموضوعية في المعاملة والحرص على توفير بيئة عمل مناسبة، وكذا ترشيح المتميزين لدورات تدريبية في الداخل والخارج. يلاحظ أن كثيرا من مديري الشركات الكبرى يحرصون على عقد لقاءات مستمرة مع موظفيهم لعلمهم بأن التحفيز المعنوي لا يقل أهمية عن التحفيز المادي. إن تحريك السلوك الإنساني نحو الإبداع يتطلب وضع التحفيز في الواجهة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي