أهمية التخطيط اليومي

يشتكي بعض الناس من ضيق الوقت وأن اليوم يمضي سريعا دون أن يتمكن من استكمال تحقيق أهدافه ولا من إتمام الأمور التي كان ينوي إنجازها، ويعزو ذلك لأسباب كثيرة دون أن يلتفت إلى السبب الرئيس وهو أنه لم يخطط ليومه. الحياة في هذه الأزمنة مع كثرة المتطلبات وتداخل المهام تتطلب تخطيطا يساعد على إنجاز كثير من المهام الصعبة والمتشابكة. فالنجاح يكمن في تجاوز الفوضى، والقيام بالتخطيط المستمر يعد -بعد توفيق الله- سببا في تحقيق النجاح، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الأسرة والمجتمع. يرى المختصون في التنمية البشرية وخبراء إدارة الوقت أن أهمية التخطيط اليومي تكمن في عدة أسباب من أبرزها، أنه يساعد على إدارة الوقت بحيث يجعل الشخص جدولا واضحا لكل مهمة يريد إنجازها، لأنه من الملاحظ أن كثيرا من الناس عادة ما يشتكي من أن الوقت لم يسعفه لإنجاز أموره.
التخطيط اليومي يمكن من تحسين الإنتاجية سواء على مستوى الأسرة أو العمل، كما أنه عامل مهم للتخلص مما يصيب الإنسان من التوتر والإجهاد الناتج عن كثرة المهام وقلة التنظيم، وهذا بالضرورة ينعكس على تحسين الصحة العقلية والجسدية على حد سواء. التخطيط اليومي يوفر مزيدا من الوقت للنشاط الإبداعي أيا كان ذلك النشاط بسبب حسن تنظيم الوقت، كما أنه يقطع الطريق من أن يغفل الشخص أو ينسى أي أمر أو مهمة خلال اليوم، لأنه يراها ماثلة أمامه في جدول تخطيطه اليومي. عندما يعقد الإنسان العزم على التخطيط ليومه، فإن البداية تكون في التعرف على أهم الواجبات والمهام التي ينبغي فعلها، بحيث لا يطغى جانب على جانب وأن يتم ترتيب الأمور حسب الأهمية بحيث يبدأ بالأهم قبل المهم. الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لعبدالله بن عمرو، "إن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه"، فعندما يخطط الإنسان ليومه يجب أن يراعي مثل ذلك، فللنفس حظها في التخطيط اليومي من حيث النوم والاستيقاظ والراحة والتفكير والتأمل وترتيب مواعيد الأكل ونوعية الطعام والمحافظة على ما ينفع الصحة عموما، وكذا يجب أن يشمل أوقاتا للجلوس مع الأسرة والأقارب والأصدقاء. نقل عن روزفلت قوله، "إن التمني يستهلك الطاقة نفسها التي يستهلكها التخطيط".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي