حتى تنجح التجربة
مع بدء تشغيل حافلات الرياض يتوقع أن إدارة التشغيل تسخر أكبر قدر من جهودها لجمع المعلومات والترغيب في استخدام الحافلات وتكثيف التفاعل مع الأسئلة والاستفسارات من الركاب المحتملين وجذب المترددين.
البدايات دائما تلتصق بالأذهان والانطباع الأول من الصعب تغييره إذا ما كان سلبيا، وأعتقد أن بإمكان إدارة تشغيل الحافلات خاصة وقد وفر فيها واي فاي مجاني أن تجمع ملاحظات الركاب على كل حافلة ومسار، هذه المعلومات الميدانية هي ما سيحقق الفائدة للإدارة في تجنب التعثر وتصحيح الأخطاء المحتملة في تشغيل مشروع كبير مثل هذا، ولا ننسى أن الحافلات في الرياض بتاريخها المروري كانت محصورة في مسارات قليلة وغير جذابة، بل غير مرغوبة لأسباب كثيرة حتى انحصرت حركتها أو خدماتها سواء كانت لأفراد أو شركات في حدود ضيقة، وليس سرا أن شركة النقل الجماعي التي يزيد عمرها على 40 عاما لم تحقق نجاحا يذكر رغم حصولها على الامتياز لأعوام طويلة، لا شك أن هذا الإخفاق، أي وجود نقل جماعي غير فاعل، رسخ انطباعا سلبيا عن النقل بالحافلات في أذهان سكان العاصمة، تغيير هذه الصورة بالغ الأهمية وهو ليس بالأمر السهل ويحتاج فيما يحتاج إلى حضور بشري في التفاعل الإيجابي مع الجمهور وعدم الاعتماد على المقاطع التوضيحية والتغريدات فقط رغم أهميتها.
والملاحظ أنه ليس هناك زخم إعلامي مواكب ومكثف يليق بالتجربة ويحرص على نجاحاها على سبيل المثال حساب حافلات الرياض في تويتر ضعيف في التفاعل مع أسئلة الجمهور، أو في تحفيز الركاب من خلال مبادرات وبرامج سواء بعرض خصومات على الأسعار وتكثيف الإرشاد من خلال وسائل الإعلام والتواصل المتعددة، التجربة بحاجة إلى أفكار إبداعية لتحقيق النجاح حيث إن الجمود المشاهد الآن ليس في مصلحة مشروع انتظر لوقت طويل.
مما وصلني من ملاحظات في أحد المسارات من الجنوب إلى الشمال أن بعض الركاب يجبرون سائق الحافلة على التوقف في مواقع غير المحطات الرسمية، إما للنزول وإما لالتقاط "راكب من ربعهم"، وهذا يحدث خللا في أوقات الوصول ويطيل أمد الرحلات ويشوش على بقية الركاب وقد يدفعهم لتجنب استخدام الحافلة، وحل ذلك أمره سهل.
أيضا وضعت تغريدة على حسابي في تويتر على شكل سؤال، بعد تشغيل حافلات الرياض ما ملاحظاتكم خاصة لمن قام بالتجربة؟
وقد ورد كثير من الملاحظات والاقتراحات المفيدة من المتابعين الكرام التي يمكن لإدارة شبكة الحافلات الاستفادة منها.