اتجاهات الاستثمار الجريء العالمية والمحلية

يعد الاستثمار الجريء أحد أشكال التمويل الذي يقدمه المستثمرون للشركات الناشئة ولديها إمكانات نمو طويل الأجل، ويأتي مصدر الاستثمار الجريء عموما من قبل المستثمرين والبنوك الاستثمارية والمؤسسات المالية الأخرى. وقد يشير المصطلح إلى الشركات الكبرى المعروفة، مثل جوجل فيتشنر، وهي شركة كبرى تعتمد على الاستثمار الجريء، وتمتلك ذراعا أوروبية كبيرة أنشأتها الشركة الأم باستثمار قدره 100 مليون دولار. وعادة ما يربح أصحاب رؤوس الاستثمار الجريء من الفوائد لاستثماراتهم، فضلا عن الرسوم الإدارية، ويحصل معظم شركات الاستثمار الجريء على نحو 20 في المائة من أرباح صندوق الأسهم الخاصة، ويذهب الباقي إلى شركائها المحدودين.
لقد أدى استمرار التوترات الجيوسياسية ومعدلات التضخم المرتفعة وعدم استقرار الاقتصاد واضطراب القطاع المصرفي منذ بداية العام الماضي، إلى إثارة القلق بين رواد الاستثمار الجريء واستمرار التباطؤ في النشاط الاستثماري. ومع ذلك، فقد ارتفعت مشاريع الاستثمار الجريء في الربع الأول من 2023 بنسبة 10 في المائة عن الربع السابق لتصل إلى 95 مليار دولار، بفضل صفقتين كبيرتين تمثلتا في جمع الأموال من قبل شركة OpenAI، بنحو عشرة مليارات دولار، وشركة Stripe بنحو 6.5 مليار دولار، في نمو بنسبة 37 في المائة على أساس ربع سنوي في الولايات المتحدة. لكن التمويل الأمريكي انخفض بنحو 7 في المائة عند استبعاد الاستثمارات الخارجية، وتبعه انخفاض التمويل العالمي بنسبة 9 في المائة. وشهدت الصين زيادة في تمويل مشاريع الاستثمار الجريء في بداية العام بنسبة 21 في المائة مقارنة بالربع السابق من العام نفسه، وكان هذا النمو القوي مدفوعا بشكل أساسي بتسهيل ضخ السيولة من البنك المركزي الصيني بمقدار 500 مليار يوان صيني. وذكرت بين آند كومباني، وهي شركة أمريكية في مجالات الاستشارات الإدارية، أن صناديق رأس المال الجريء تقف الآن عند مستويات قياسية عند 586 مليار دولار في 2022، مقارنة بـ2017 الذي كان 396 مليار دولار. وشهدت شركات البرمجيات الأمريكية أكبر استثمار جريء في 2022، حيث جمع 90 مليار دولار. وتلي ذلك صناعة المنتجات والخدمات التجارية، وتم استثمار 37 مليار دولار فيها، ومن ثم صناعة الأدوية والتقنية الحيوية، حيث تم استثمار 31.3 مليار دولار. ويتوقع أن يستمر ارتفاع مجموع الاستثمار الجريء في الأعوام المقبلة مع منافشة صناعة البرمجيات في جذب الاستثمار الجريء مع صناعة المنتجات والخدمات والتقنية الحيوية في الولايات المتحدة. بينما تعد صناعة الأدوية والتقنية الحيوية المفضلة لرواد الاستثمار الجريء في الصين تليها البرمجيات.
وإشارة إلى تقرير شركة ماغنيت عن وضع الاستثمار الجريء في المملكة لـ2022، فقد استحوذت المملكة من خلال جمع 987 مليون دولار من الاستثمار الجريء على 31 في المائة من إجمالي المبالغ المستثمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكانت صناعة التقنية المالية هي المفضلة لدى المستثمرين من حيث عدد الصفقات، وقيمة الاستثمار الجريء في المملكة بنسبة 24 في المائة من إجمالي الاستثمار الجريء عبر جمع 239 مليون دولار من 28 صفقة.
تليها صناعة الأغذية والمشروبات بقيمة 187 مليون دولار، ومن ثم تليها صناعة التوصيل والخدمات اللوجستية بقيمة 180 مليون دولار، وهذا الترتيب يختلف تماما عن التوجه الأمريكي والصيني. ويتوقع منافسة الترتيب الحالي في المملكة مع صناعات التجارة الإلكترونية و البرمجيات. أمـا صناعة الطاقة والكهرباء، فلم تظهر ضمن اللائحة، وهذا يستحق وقفة في المقالات المقبلة. ولا تزال المملكة ثاني أكبر الأسواق جذبا للاستثمار الجريء، وثالث أكبر الأسواق من حيث عدد الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن المرجح أن تقود المملكة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموع الاستثمار الجريء وعدد الصفقات في الأعوام المقبلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي