عندي فوبيا

الفوبيا هي اضطراب نفسي وظيفي ينتج عنه خوف ورهبة شديدة، إما أن يكون الخوف ماديا كالخوف من الحيوانات والحشرات أو أشخاص أو أماكن أو نشاطات ما، وإما يكون خوفا معنويا ينتج عن التفكير بشيء معين وتخيله. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب يعيش في ضيق وقلق، لإدراكه بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي لكثير من الناس ولا يتضمن خطرا أو تهديدا للحياة، ورغم ذلك لا يستطيع التخلص منه دون الخضوع للعلاج النفسي أو الجلسات السلوكية لدى طبيب متخصص.
الأعراض التي يمر بها المصاب بالفوبيا عند حدوث الاستثارة تتلخص في الشعور بضيق شديد وقشعريرة الجسم، والإحساس بالتعرض للدوخة والإغماء في الحالات المتقدمة، والهروب من المكان عند رؤية ما يسبب الفوبيا، وأيضا الشعور بألم في المعدة والتوتر والانزعاج بشكل كبير. كل هذه الأعراض الذي يشعر بها المصاب بالفوبيا يحاول جاهدا مقاومتها أو على الأقل التعايش معها، لذلك الفوبيا يجب ألا تكون سببا للتنمر على المصاب بها أو "الطقطقة" عليه، وجعله مادة لمقالب من حوله وأضحوكة للآخرين. الأسبوع الماضي كنا في دعوة عشاء في منزل إحدى الصديقات وكانت من بيننا صديقة عندها فوبيا شديدة من القطط، ولأننا نعرف هذا الشيء عنها فقد كنا نحرص على التنبيه على ذلك قبل حضورها، ورغم احتياطاتنا فقد جاءت قطة متسللة فوق سور المنزل حين كنا جلوسا في الحديقة، وبمجرد رؤيتها لها بدأت بالتعرق والتنفس بشكل سريع، وكانت وتيرة الاضطراب ترتفع عندها بشكل مخيف، ورغم محاولة سيطرتنا على الوضع وطرد القطة إلا أنه أغمي عليها.
لا تقلل من المعاناة النفسية للمصابين بالفوبيا وتعتقد أنهم يبالغون "ويتدلعون"، لأنك لم تقتنع بمخاوفهم التي تراها من وجهة نظرك لا تستحق كل ذلك الخوف، ولا تجعل منهم تسلية تستعرض فيها قدرتك على إضحاك الآخرين من خلال المقالب غير الإنسانية التي تجعلهم وجها لوجه أمام الأشياء التي تثير أعراض الفوبيا في داخلهم، فهذا من شانه أن يكون سببا في أذيتهم بشكل كبير وربما دخولهم في أعراض جسدية خطيرة لا يمكنك التعامل معها.
من أشهر أنواع الفوبيا الخوف من المرتفعات، المصاعد، الظلام، الحيوانات، الأماكن الضيقة، الأماكن المفتوحة، الأماكن المغلقة، الثقوب، الدمى والمرايا، الشوارع المزدحمة..إلخ.
وخزة
كل ابتلاء جسدي أو نفسي إنما هو رسالة لنا بأن الله يحبنا، وبالمناسبة فأنا من المصابين بفوبيا البرق والرعد ولا أخفي ذلك بل أتعايش معه بشكل جيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي